هل تشاهد شريط حياتنا قبل الموت؟ سؤال وجد العلماء جوابه

لأول مرة استطاع علماء الأعصاب تسجيل نشاط دماغي لشخص يحتضر، وكشفوا عن نمط موجات دماغية مماثلة لتلك التي تُلاحَظ عند استرجاع الذكريات.

على الرغم من إجراء الدراسة على حالة واحدة فقط، يظن العلماء أننا قد نشاهد شريط حياتنا قبل الموت، إذ إنّ هذا النشاط الذي وجدوه يشبه النشاط الدماغي عندما نحلم ونتذكر ونتأمل ونركز (1). 

سجل علماء الأعصاب هذه الحالة عن غير قصد عندما أجروا تخطيط دماغ كهربائي EEG لاكتشاف سبب نوبات وعلاجها لدى رجل يبلغ من العمر 87 عامًا أُصيب بنوبة صرع بعد إصابة دماغية بنزف تحت جافية. في أثناء الخضوع لـ EEG، أُصيب المريض بسكتة قلبية وتوفي.

في الثلاثين ثانية التي سبقت توقف تدفق الدم إلى الدماغ وتلته، أظهر EEG زيادة في تذبذبات موجة جاما، فمن المعروف أن غاما موجات دماغية تشترك في الوظائف الإدراكية العالية، بما في ذلك الإدراك الواعي واسترجاع الذاكرة.

لاحظ الباحثون أيضًا تغيرات في نشاط موجات ألفا وثيتا ودلتا وبيتا قبل السكتة القلبية وبعدها مباشرة، وأن أي تغيير في أحد الموجات يسبب تغير في الأنواع الأخرى. يشير هذا إلى إيقاع موجات دماغية متناسق أكثر من مجرد إطلاق الخلايا العصبية لموجات في أثناء موتها(1,2). 

في السابق أظهرت الدراسات التجريبية على الحيوانات زيادة النشاط الدماغي بعد السكتة القلبية، لا سيما في موجة جاما. وينتج ذلك عن فرط ثنائي أكسيد الكربون نتيجة توقف تدفق الدم الدماغي بعد السكتة القلبية. ولكن لم تحقق أي دراسة حتى الآن في هذا الأمر لدى البشر (2). 

حاول علماء الأعصاب أيضًا فهم آلية انتقال الدماغ من الحياة إلى الموت ومعرفتها، إذ يترافق النشاط العصبي الدماغي الطبيعي مع زيادة تدفق الدم في المخ وزيادة طفيفة في معدل الاستقلاب الدماغي للأكسجين، ما يؤدي إلى الإمداد بالطاقة والنشاط الوظيفي. أما عند الموت، يحدث ضعف في تروية الأوعية الدموية للدماغ، فتتطور موجة إزالة الاستقطاب، إذ يُعَدُّ انتشار إزالة الاستقطاب ونقص التروية من الآليات الخلوية النهائية في القشرة الدماغية المحتضرة (3). 

المصادر: