المجموعات الشاهدة في التجارب السريرية

يهدف البحث العلمي -أساساً- إلى المساهمة في تطوير المعرفة البشرية في المجالات جميعها، فيُخطَّط وينفَّذ منهجيَّاً وفقاً لمعايير صارمة، ويعتمد على التقصِّي والملاحظات والتجارب، ويحاول استخدام هذه الأدوات لشرح الأسباب وراء العديد من الظواهر (1).

تعد المجموعات الشاهدة عنصراً مهماً في التجارب العلمية؛ فهي تتيح للباحثين إمكانية تأكيد أو رفض وجود علاقة بين نتائج التجربة والمتغيرات المستقلة التي دُرِست فيها (2).

وتتكون المجموعة الشاهدة من عناصر تتميز  بخصائص عناصر مجموعة التجربة نفسها تماماً، باستثناء المتغيِّر المُطبَّق على المجموعة الأخيرة. وتتيح المجموعة الشاهدة دراسة تأثير متغير واحد في كل مرة، وهي جزء أساسي من المنهج العلمي للاختبار (1).

وإذا نظرنا إلى التجارب المُعشَّاة المضبوطة بشاهد randomized controlled trial (RCT)؛ نجد أن اختيار المجموعة التي ستتلقى التداخل (أو الدواء) يكون عشوائياً من بين العناصر المؤهلة، كذلك الأمر؛ فإن اختيار المجموعة الشاهدة فيها يكون عشوائياً أيضاً من نفس العناصر المؤهلة. في الواقع؛ فإنه لا يمكن تفسير نتائج التجارب المُعشَّاة المضبوطة بشاهد دون الفهم التام لما يحدث للعناصر في المجموعة الشاهدة (3,4).

ومن الأمثلة على هذه التجارب كانت دراسة سابقة لمعرفة إن كان التعرض المُزمن للكوكائين -عند الفئران- سيؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد في الوظيفة الإدراكية، وفيها حقن الباحثون الفئران إما بالكوكائين؛ أو بمحلول ملحي لا يعطي أي تأثير في حالة المجموعات الشاهدة قبل تقييمها والمقارنة فيما بينها للتأكد من وجود علاقة بين التعرض للكوكايين والاستجابات المختلفة أو رفض وجود هذه العلاقة، وهنا نلاحظ أهمية المجموعات الشاهدة أو الضابطة في التقييم (5).

المصادر: