جدري القرود (كل ما يجب أن تعرفه)

عُرِف فيروس جدري القرود وعُزل عام ١٩٥٨ وذلك عندما أصيبت شحنة من القرود بين سنغافورة ومنشأة أبحاث في الدنمارك بالمرض، إلا إن أول حالة مؤكدة أصابت البشر كانت عام ١٩٧٠ عندما عُزل الفيروس من طفل في جمهورية الكونغو الديمقراطية (1).

جدري القرود مرض فيروسي المنشأ (فيروس ينتقل من الحيوان للإنسان) مع أعراض مشابهة جدًّا لتلك المشاهدة عند مرضى الجدري في الماضي، ولكن بخطورة أقل سريريًّا.

مع القضاء على الجدري عام ١٩٨٠ وما تلاه من توقف التلقيح ضد الجدري، ظهر جدري القرود بوصفه أحد الأمراض ذات الأهمية العالمية للصحة العامة، فقد ارتفعت سلسلة الانتقال الموثقة في السنوات الأخيرة، وهذا قد يعكس انخفاض المناعة في جميع المجتمعات بسبب التوقف عن التطعيم ضد الجدري. 

فعلى الرغم من انتشاره أساسًا في إفريقيا الوسطى والغربية -عادةً  بالقرب من الغابات المطيرة الاستوائية- فإنه قد يؤثر في بقية العالم، عن طريق تزايد ظهوره في المناطق الحضرية (2).

ولم يُحدَّد المستودع الطبيعي لجدري القرود بعد، على الرغم من أن القوارض هي الأكثر احتمالًا، إذ يمكن أن يحدث الانتقال من الحيوان إلى الإنسان بعد تماس مباشر بالدم أو سوائل الجسم أو الآفات الجلدية أو المخاطية للحيوانات المصابة، ويُعد تناول اللحوم غير المطبوخة جيدًا والمنتجات الحيوانية الأخرى للحيوانات المصابة أحد عوامل الخطر المحتملة (2).

ويمكن أن تنتقل العدوى من إنسان إلى آخر عند التماس الوثيق مع المفرزات التنفسية أو الآفات الجلدية للمصاب أو الأدوات الملوثة حديثًا، وعادةً ما يتطلب الانتقال عبر جزيئات الرذاذ التنفسية اتصالًا طويل الأمد وجهًا لوجه مع المصاب (2).

ويمكن أن يحدث انتقال العدوى أيضًا عن طريق المشيمة من الأم إلى الجنين (مما قد يؤدي إلى الإصابة بجدري القرود الخلقي) أو بالاتصال الوثيق في أثناء الولادة وبعدها، وفي حين أن الاتصال الجسدي الوثيق هو عامل خطر معروف جيدًا للانتقال، فمن غير الواضح في هذا الوقت ما إذا كان يمكن أن ينتقل جدري القرود على وجه التحديد غن طريق طرائق الانتقال الجنسي (2).

وفي حال الإصابة بجدري القرود، فعادةً ما يستغرق ظهور الأعراض بين ٥ إلى ٢١ يوم.

تشمل الأعراض الأولية ما يأتي:

• ارتفاع في درجة الحرارة.
• صداع.
• آلام في العضلات.
• ألم في الظهر.
• ضخامة في العقد.
• قشعريرة (عرواءات).
• إرهاق (3).

يظهر طفح جلدي عادةً بعد يوم إلى خمسة أيام من ظهور الأعراض السابقة، غالبًا ما يبدأ الطفح على الوجه ثم ينتقل لأجزاء أخرى من الجسم، وأحيانًا ما يحدث الخلط بين هذا الطفح وطفح جدري الماء chickenpox.

يبدأ الطفح على شكل حطاطات مرتفعة تتحول إلى حويصلات مملوءة بسائل التي تشكل في النهاية جلبات تتساقط لاحقًا (3).

تراوحت نسبة الوفاة عند المصابين بجدري القرود تاريخيًّا بين ٠-١١% عند عامة السكان، وبنسبة أعلى عند الأطفال الصغار، في وقتنا الحالي نسبة حالات الوفاة تتراوح بين ٣-٦% (2).

ويهدف العلاج إلى تحسين الأعراض، وعادةً ما يكون المرض خفيفًا إذ يتعافى معظم الناس خلال أسبوعين إلى أربعة أسابيع، ولكن نظرًا إلى قابلية انتشار جدري القرود عند التماس المباشر، فلا بد من  العزل عند الإصابة.

قد نلجأ إلى مشفى متخصص لعلاج الأعراض ومنع انتشار العدوى إلى الآخرين (3).

وقد ثبت من عدة دراسات أن لقاح الجدري فعال في ٨٥% من الحالات للوقاية من جدري القرود، لذل قد يؤدي التلقيح المسبق ضد الجدري إلى إصابة أخفّ (2).

طرائق للوقاية من جدري القرود:

• غسل اليدين بالماء والصابون دوريًّا، أو استخدم معقم يدين يحتوي على الكحول.
• تناول اللحوم المطبوخة جيدًا فقط.
• عدم الاقتراب من الحيوانات البرية، بما فيها الحيوانات الميتة.
• عدم الاقتراب من أي حيوانات يبدو عليها المرض.
• عدم تناول لحوم الحيوانات البرية أو لمسها.
• عدم مشاركة الفراش أو المناشف مع الأشخاص المرضى المشكوك في إصابتهم بجدري القرود.
• عدم الاقتراب اقترابًا مباشرًا من الأشخاص المرضى المشكوك في إصابتهم (3). 

المصادر: