من مدينة حلب إلى العالمية؛ ديانا الحديد والفن المعاصر

يُعد الفن المعاصر نقلة نوعية ونوعًا من التجديد الشامل للمفاهيم الفنية وتنوع طرق التعبير عنها، فهو يخلق تحديًا لفهمه وتصنيفه ولا يندرج تحت إطار أو أسلوب معين.. وهذا ما جذب عددًا من الفنانين للخوض في هذه التجربة والتعبير عن أنفسهم وقضايا مجتمعاتهم بطرق جديدة ومبتكرة.

تنقلنا الفنانة السورية ديانا الحديد بين الحقيقة والخيال من خلال أعمالها المستوحاة من عدة مصادر علمية وحضارية وتاريخية فنية.. فدعونا نسلط الضوء على أعمالها أكثر في هذا الألبوم..

ديانا الحديد من مواليد حلب 1981م، تعيش وتعمل حاليًا في بروكلين- نيويورك، حائزة شهادات في النحت وتاريخ الفنون من جامعة Kent State 2003م ونالت درجة الماجستير في النحت من جامعة Virginia سنة 2005م (1).

اشتهرت الفنانة بممارستها التي تدرس الأطر التاريخية ووجهات النظر التي لا تزال تصنع الخلاف في الثقافة والمواد اليوم؛ من خلال النحت العملي الممتد، والنقوش الجدارية، والأعمال على الورق، تلوح روايات غامضة تستلهم من كل من الحضارات القديمة والحديثة (1).

تستوحي أعمالها من عدة مصادر من الفن والتاريخ المعماري والميثولوجيا والأدب من أنحاء العالم كافة، محولة بقايا الموروث إلى تراكيب فنية مرتجلة ومعقدة من الجص ومواد أخرى (2).

غالبًا ما تكون منحوتاتها مصنوعة من الفولاذ والبولسترين والجص والخشب والصمغ والشمع. إذ تختار موضوعاتها بعناية من مجموعة من العناصر المنهجية والفكرية دامجة معها هويتها وبصمتها (3).

تنظر ديانا في الروايات والموروثات التي تصف الجسم الأنثوي بمعايير محدودة والتي غالبًا ما تكون مُؤلَّفة عن طريق رغبات وتصورات ذكورية، فتتحداها وتحولها إلى موروثات ثقافية عن القوة والتمرد والجمال (2).

استعانت ديانا في أول منحوتة لها من البرونز (Mortal Repose 2011) بجسم بشري لتشكيل القالب الشمعي مستعملة بذلك الطريقة التقليدية في صب الشمع وصنع القوالب (3).

"Reigning Queen 2017" لوحة بعناصر مطبوعة تمت على ثلاث مراحل. بدأ العمل مباشرةً على صفيحة من النحاس، تليها مرحلة الطباعة، وأخيرًا رُسمت الأوراق الذهبية مباشرةً على السطح المطبوع (3).

إنَّ اللوحات الجدارية ثلاثية الأبعاد توضح أسلوب ديانا في حركة الفرشاة السريعة إذ تصفها بأنها " في مكان ما بين اللوحة الجصية وبين الزخارف المنسوجة " جامعة بينهما بأسلوبها الجديد والمميز (1).

المصادر: