الحياة الجنسية للمرأة بعد سن انقطاع الطمث

يُعرَف الـ "Menopause" (سن انقطاع الطمث) على أنّه المرحلة من عمر المرأة التي تغيب لديها الدورة الشهرية بشكل كامل وغياب القدرة على الإنجاب، وتحدث هذه المرحلة بين سن الخامسة والأربعين والخمسين، وتترافق بتغيرات هرمونية وفزيولوجية ونفسية هامّة (1) .

من أهم التغيرات التي تمر بها السيدة في هذه المرحلة هو التغير في الحياة الجنسية، حيث أشارت إحدى المراجعات المنهجية -التي قامت بمراجعة العديد من الدراس ofات والإحصائيات عن تأثير هذه المرحلة على الحياة الجنسية للمرأة- بأن 70.3 % من السيدات المشاركات في إحدى الدراسات قد أبلغن عن مايسمى "Sexual Dysfunction" أي فقدان الرغبة في ممارسة العلاقة الجنسيّة وغياب الشعور بالمتعة عند الممارسة (2,3) .

يؤثر سن انقطاع الطمث على الحياة الجنسيّة للمرأة بعدة أشكال، من بعض هذه التغيرات نذكر:

1. Vaginal atrophy (ضمور المهبل) ، حيث تصبح جدران المهبل رقيقة وجافة مما قد يسبب الألم أثناء الممارسة.

2. انخفاض الرغبة الجنسيّة.

3. الأرق والتعرق الليلي قد يسببان الإرهاق البدني.

4. التغيرات النفسية الحاصلة قد تسبب مشاعر قلق وانزعاج وبالتالي انخفاض في الرغبة والشعور بالمتعة (4).

وعلى الرغم من حساسية هذه المرحلة والتغيرات الحاصلة خلالها، والتي من شأنها أن تسبب اضطراباً لدى السيدة، يمكن اللجوء للعديد من العلاجات التلطيفية واتباع بعض النصائح التي ستساعد على تجاوز هذه المرحلة بسهولة أكبر، من بعض هذه النصائح: 

1. ممارسة النشاط البدني، حيث تساهم الرياضة بتحسين الحالة البدنية والنفسية بشكل واضح.

2. الإقلاع عن التدخين أو التخفيف قدر المستطاع، لأن التدخين يؤثر على التروية الدموية لأعضاء الجسم كاملةً بما فيها المهبل وبالتالي سيسبب زيادة في الجفاف.

3. الابتعاد عن تناول الكحول.

4. ممارسة الجنس بشكل متكرر يساهم في زيادة التواصل مع الشريك وإتاحة الفرصة لزيادة الشعور بالنشوة.

5. ممارسة تمارين خاصة بمنطقة الحوض لزيادة تدفق الدم إلى المهبل.

6. الابتعاد عن المواد ابتي قد تسبب تهيجاً في أنسجة المهبل مثل الصوابين.

7. المتابعة الدورية مع الطبيب المختص للحديث حول التغيرات الحاصلة وماهي الحلول المتاحة (5).

ويجدر بنا الإشارة إلى أهمية دور البيئة المحيطة بالسيدة في تقديم الرعاية والدعم، حيث يمكن أن يؤدي الشريك والعائلة إضافة لمقدمي الرعاية الصحية دوراً هاماً جداً خلال هذه المرحلة.

يمكن للتواصل الصحيح مع الشريك أن يؤدي دوراً إيجابياً يساهم في تخفيف الضغط النفسي الحاصل تحديدا بما يخص التغيرات في الحياة الجنسيّة، من بعض النقاط التي يمكن النقاش حولها:

1. ماهي الممارسات التي تعطي شعوراً مريحاً وماهي الممارسات التي لاتحدث هذا الشعور.

2. الأوقات الأفضل للممارسة.

3. الوضعيات الجسدية المريحة.

4. الحاجة لمزيد من الوقت للوصول للنشوة.

5. المخاوف تجاه صورة الجسد.

6. الممارسات الأخرى التي تساعد في الوصول للنشوة عدا عن الإيلاج المهبلي (5).

وفي النهاية، سن انقطاع الطمث هو مرحلة تحدث فيها تغيرات عديدة بالغالب تكون تغيرات تسبب انزعاجاً وقلقاً ومخاوف وحتى آلام جسدية منهكة، لكن بالمتابعة الصحيحة والدائمة مع مقدم الرعاية الصحية المختص، والتواصل الصحيح مع الشريك، والدعم من قبل العائلة، يمكن تجاوز هذه المرحلة بشكل أسهل وألطف.

المصادر: