جاستن بيبر ومتلازمة رامزي هانت!

نشر الفنان جاستن بيبر حديثًا فيديو على منصة انستغرام Instagram ينبِئ جمهوره فيه بإلغاءه عدة حفلات وعروض قادمة وذلك بسبب إصابته بمتلازمة تدعى رامزي هانت Ramsay Hunt Syndrome، وظهر بيبر بوجه نصف مشلول غير قادر على الابتسام أو الضحك أو إغلاق عينه في نصف وجهه الأيمن، فهل تعد هذه المتلازمة أمرًا خطيرًا؟ وهل يمكن علاجها أو التعافي منها والعودة للحالة الطبيعية؟ دعونا نتحدث سريعًا وباقتضاب عن هذه المتلازمة….

متلازمة "رامزي هانت" والمعروفة باسم الهربس النطاقي الأذني أو الهربس النطاقي في العقدة الركبية، هي اختلاط متأخر للعدوى بفيروس الحماق النطاقي varicella-zoster virus VZV الذي يؤدي إلى التهاب العقدة الركبية للعصب القحفي السابع cranial nerve CVII.

وسُميت هذه المتلازمة باسم طبيب الأعصاب الأمريكي وضابط الجيش الأمريكي في الحرب العالمية الأولى جيمس رامزي هانت (1872-1937) الذي وصف ثلاث متلازمات مختلفة أشهرها هذه المتلازمة.

تسبب المراحل الباكرة من عدوى فيروس VZV الحمى والطفح الجلدي الحويصلي المنتش، وهي حالة يشار إليها عادةً باسم جدري الماء Chickenpox، وبعد الإصابة الأولية؛ يبقى الفيروس في الغالب كامنًا في الجسم، لتسبب إعادة تنشيطه اللاحقة ظهورَ "نطاق" أو "هربس نطاقي".

تتظاهر هذه المتلازمة من ألم وطفح حويصلي على طول وتوزع العصب المصاب، ويتوافق ذلك عادةً مع قطاع جلدي واحد، ويعتمد الانتشار والأعراض المرافقة على العصب المصاب، وتشمل أقل من 1% من حالات الحلأ النطاقي إصابة للعصب الوجهي وهي التي تؤدي إلى متلازمة رامزي هانت (2). 

أما عن الأعراض والعلامات الرئيسة لهذه المتلازمة فهما اثنتان: 

• طفح جلدي أحمر مؤلم مترافق بحويصلات مملوءة بسائل داخل وحول أذن واحدة.
• ضعف أو شلل في الوجه في جهة الأذن المصابة.

• ألمًا في الأذن.
• فقدانَ السمع.
• طنينًا في الأذن.
• صعوبةً في إغلاق إحدى العينين.
• إحساسًا بالحركة أو الدوران (دوار).
• تغيرًا في إحساس التذوق أو فقدان التذوق.
• جفافَ الفم والعينين (2,3). 

وقد تحدث متلازمة رامزي هانت عند أي شخص مصاب سابقًا بجدري الماء، وتعد أكثر شيوعًا عند كبار السن، وخاصة ممن تجاوزوا  الـ 60 عامًا، وبالمقابل؛ فهي نادرة الحدوث عند الأطفال.

أما عن انتقال المرض؛ فالمتلازمة غير معدية، لكن وعلى الرغم من ذلك فإن إعادة تفعيل الفيروس النطاقي الحماقي قد يسبب حدوثَ جدري الماء عند الأشخاص غير مصابين سابقًا بجدري الماء وغير الملقحين ضدّه، كذلك فإن العدوى قد تكون خطيرة عند الأشخاص الذين يعانون خللًا في الجهاز المناعي (3). 

تشمل المضاعفات القصيرة الأمد للمتلازمة تسحجَ القرنية واعتلال القرنية والاكتئاب والقلق الاجتماعي واحتمال نقل جدري الماء للأشخاص المقربين غير الملقحين أو ناقصي المناعة.

أما على المدى الطويل، فإن الشلل الرخو مستبعد الحدوث، لكن تطور الحركات اللإرادية شائع جدًّا. تشمل الاختلاطات الأخرى طويلة الأمد الألم العصبي التالي للهربس والتندب الناتج عن الحويصلات والاكتئاب المستمر و/أو القلق الاجتماعي بسبب فقدان وظائف الوجه (2). 

ويشخص المرض أساسًا عن طريق القصة المرضية والفحص العصبي، وقد تبين أن فحص السائل الدماغي الشوكي CSF والتصوير بالرنين المغناطيسي مع حقن الغادولينيوم MRI لا يحملان أيَّ قيمة تشخيصية أو إنذارية (4). 

يتضمن علاج متلازمة رامزي هانت خيارات عدة:

• مضادات الفيروسات Antiviral Drugs: تساعد أدوية مثل أسيكلوفير أو فامسيكلوفير أو فالاسيكلوفير غالبًا في مواجهة فيروس جدري الماء.
• الستيروئيدات القشرية Corticosteroids: وُجد أن نظامًا قصيرًا من جرعة عالية من البريدنيزون يدعم تأثيرَ مضادات الفيروسات في هذه المتلازمة.
• الأدوية المضادة للقلق Anti-anxiety medications: الأدوية مثل الديازيبام (فاليوم) قد تساعد على تخفيف الدوار.
• مسكنات الألم Pain relievers: الألم المصاحب للمتلازمة قد يكون شديدًا، ولذلك قد يُلجأ إلى المسكنات التي تصرف بموجب وصفة طبية (5). 

ويساعد العلاج الفوري للمتلازمة على تخفيف الألم وتقليل خطر حدوث المضاعفات على المدى الطويل (5). 

فالمتلازمة محددة لذاتها، والعلاج يستهدف تقليلَ المدة الإجمالية للمرض، إضافة إلى توفير التسكين والوقاية من المضاعفات التي يمكن أن تحدث (2).

المصادر: