الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
حمية مرضى داء باركنسون
داء باركنسون أو الشلل الرعاشي Parkinson's disease (PD) هو اضطراب تنكّسي عصبي مزمن يصيب بعضَ مناطق الدماغ (الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين Dopamine)، يعد بطيء التطور، وله أعراض حركية وغير حركية تبدأ قبل فترة من قدرة الأطباء على تشخيص المرض، ولمزيد عن هذا المرض وأعراضه اقرأ المقال الآتي:
هنا.
من المعروف أنه ليس هناك علاج متاح حاليًّا للشفاء من هذا المرض تمامًا، لكن أظهرت الدراسات ارتباط تطوّر أعراضه ببعض الأغذية والسلوكيات الغذائية (1).
مما لا شك فيه أنّ اتّباع نظام غذائي صحّي ومتوازن له دور كبير في ضمان صحة أفضل وتحسين قدرة الجسم على مقاومة الأمراض المختلفة، ومن أهم الأعراض التي يمكن تخفيفها:
- الإمساك: الذي يحدث بسبب تباطؤ عمل الجهاز الهضمي.
- الجفاف: نتيجة الأدوية الخاصة بالمرض، وهو ما يسبب الإرهاق الدائم، ويؤدي إلى مشكلات في التوازن وفي عمل الكلى.
- التفاعل الدوائي: إن الدواء المستخدم للعلاج يُمتَص في الأمعاء الدقيقة، وهذه العملية قد تتعطل عند تناول المريض الدواءَ مترافقًا مع أغذية معينة؛ كالأطعمة الغنية بالبروتين، لهذا ينصح بتناولها في وقت بعيد عن موعد تناول الدواء (2).
أما بالنسبة للمكملات الغذائية فقد ارتبط كو أنزيم coenzyme Q10 وزيت السمك فحسب بانخفاض معدل تطور المرض؛ إذ يعد زيت السمك غنيًّا بأحماض أوميغا 3 الدسمة وحمض إيكوسابنتاينويك Eicosapentaenoic acid (EPA) وحمض الدوكوساهكسانويك Docosahexaenoic acid (DHA) الضرورية لعمل الخلايا العصبية وصحّتها، كذلك فقد بينت بعض الدراسات ارتباط عنصر الحديد بتطور داء باركنسون؛ إذ يؤثر في إنتاج الدوبامين، لهذا يُنصح بتجنب اللحوم الحمراء لغناها بالحديد (3).
إليكم بعض السلوكيات الغذائية المفيدة لهذه الحالة:
- الحمية المتوسطية Mediterranean diet: وهي نظام غذائي يركّز على تناول الدهون الصحية والحبوب الكاملة والبقول والفواكه والخضار، والتقليل من السكريات واللحوم خاصة الحمراء منها. وهذه الحمية ترتبط بتخفيض معدل الإصابة بداء باركنسون وغيره من الأمراض (1).
- استبدال السكر العادي بالمانيتول Manitol - سكر كحولي- لكونه قادرًا على فتح الحاجز الدموي الدماغي مما يساعد على سهولة وصول المركبات العلاجية إلى مكان تأثيرها، وله كذلك أثر في تقليل تراكم البروتينات السامة للأعصاب التي تُفاقم المرض (1).
- البروبيوتيك Probiotics: عبارة عن متممات غذائية من البكتريا الحية أو الخمائر، تعطي فوائد صحية للمضيف عند تناولها بكمّيات مناسبة، وقد أظهرت بعض الدراسات أن صحة الأمعاء تساعد على تقليل خطورة عديد من الأمراض منها داء باركنسون (1).
- حمية الكيتو Ketogenic diet: اتباع هذه الحمية مدة 8 أسابيع له آثار إيجابية في الأعراض الحركية وغير الحركية للمرض، مع مراعاة الحفاظ على مستوى استهلاك معتدل للبروتين وتناول الأدوية المساعِدة (4).
- ضرورة الحصول على البروتين من مصادر بديلة؛ كالفول والمكسرات والحبوب وغيرها، وعلى الكالسيوم من الخضار الورقية الخضراء واللوز و.. (4).
ماتزال الدراسات قائمة على أثر الغذاء في مرضى داء باركنسون؛ لذا من المتوقّع تغيُّر بعض الأطعمة المؤثرة في هذا الأمر مع مرور الوقت، لكن تبقى النصيحة الدائمة للجميع هي الاعتناء بتغذيتهم واتّباع نظام حياة صحي، فخياراتنا اليوم ستؤثر حتمًا في صحتنا مستقبلًا.
إعداد: Lina Shaheen
المصادر: