الطائرة الكهربائية Electric Airplane؛ هل هي لعبة صغيرة أو حقيقة؟

تسعى شركات الطيران في الآونة الأخيرة بقوة إلى حل مشكلة الوقود من خلال إدخال استخدام الطاقة الفعال عن طريق استخدام طائرة كهربائية في أسطولها، لكن كيف ذلك؟ هل هذا هو مستقبل الطيران؟

دعنا نرى ماذا حدث من تطورات مهمة في الطيران مؤخرًا عزيزي القارئ.

حلقت أكبر طائرة كهربائية في العالم مدةَ نصف ساعة فوق ولاية واشنطن الأمريكية، ويُعد تطورًا مهمًّا في الرحلات الجوية الكهربائية لمسافات قصيرة (1).

وفقًا لما قاله Ganzarski الرئيس التنفيذي لشركة MagniX: إن الطائرة  Cessna Grand Caravan  المعدلة التي أكملت الرحلة هي "خطوة أخرى على الطريق"  لتشغيل الطائرات الكهربائية على مسافة قصيرة، وعُد هبوطها الآمن في بحيرة  Moses، على بعد حوالي 300 كيلومتر جنوب شرق  Seattle، خطوة في حلم عمره مئتا سنة، ألا وهو الطيران بالطاقة الكهربائية (1)؛ إذ تعد المحركات الكهربائية أكثر هدوء وتحتاج إلى صيانة أقل من محركات الوقود الأحفوري (وهو الفحم والنفط والغاز الطبيعي والتي يمكن حرقها للحصول على الطاقة). و أكثر كفاءة أيضًا؛ إذ يحولون 90٪ أو أكثر من طاقتهم إلى "عمل مفيد"، وفقًا لوكالة ناسا، وعندما تُولَّد هذه الطاقة بطريقة نظيفة، فليس فيها انبعاثات كربونية (1,2).

ولكن لا تزال هناك عقبة رئيسة واحدة أمام اعتماد الدفع الكهربائي للرحلات الطويلة وهي البطاريات.

 تقدر دراسة في مجلة Nature Energy أن بطاريات الليثيوم أيون العليا لها طاقة محددة تبلغ حوالي 250 واط / ساعة لكل كيلوغرام. لكن للمنافسة على مسارات تزيد مساحتها عن 1000KM في طائرة بحجم طائرة Boeing 737، نحتاج لطاقة 800 واطي ساعي لكل واحد كيلوغرام وزن.  ومن ثم الطائرات التي تعمل بالكهرباء بالكامل ستكون قادرة على السفر لمسافات طويلة ، مثل 5500 كيلومتر من لندن إلى نيويورك. ومع ذلك ، فإن الطائرات الكهربائية المصممة من الصفر يمكن أن تحقق مدى يصل إلى حوالي 800 كيلومتر باستخدام بطاريات اليوم (1).

وفقًا لتقرير صادر عن شركة الاستشارات Roland Berger، زادت عمليات تطوير الطائرات التي تعمل بالكهرباء بنسبة 30٪ في عام 2019 إلى أكثر من 200 مشروع . تعاونت مثلًا MagniX مع Harbour Air لتزويد أسطولها المكون من 40 طائرة بحرية للركاب بالكهرباء. قالت النرويج في غضون ذلك: إنها تريد جعل رحلاتها قصيرة المدى كهربائية بنسبة 100٪ بحلول عام  2040 (1).

و تعمل أيضًا في هذا المجال المؤسسة التجارية Rolls-Royce جنبًا إلى جنب مع شركة الطيران Tecnam مع Widerøe أكبر شركة طيران إقليمية في الدول الاسكندنافية على صنع طيارة مسافرين كهربائية بالكامل التي من المأمول أن تكون جاهزة لخدمة الإيرادات في عام 2026 (3).

 لكن السؤال الأهم في ختام هذا المقال هل ممكن أن تسيطر الطاقة الكهربائية بدل الوقود في عالمنا اليوم؟ فما رأيك عزيزي القارئ؟

المصادر: