هل الإعدام جريمة أم عقوبة رادعة؟

عبر التاريخ فرضت عقوبة الإعدام (Capital Punishment) من قبل السلطة على اختلاف أنواعها إجراءً عقابيًّا تجاه طيف واسع من السلوكيات المخالفة والمضادة للصالح العام، إذ وثقت عقوبة الإعدام منذ آلاف السنين في تاريخ الحضارات، كما يتضح في نصوص القوانين القديمة والحوادث المؤرخة، ولعل أشهرها إعدام أثينا الديمقراطية لسقراط بعد محاكمته عام 399 قبل الميلاد التي وثقها لنا أفلاطون، وتمثل "عقوبة الإعدام" ممارسة مؤسسية تهدف للإنهاء المتعمد لحياة الأشخاص ردًّا على إساءتهم الفعلية أو المفترضة للسلوك، وهي إجراء رسمي مصرح به ومحكوم بقواعد مفادها أن عقوبة الإعدام تقرّ بحق الشخص المسؤول عن انتهاك المعايير مما يستدعي هذه العقوبة (1).

ظهر الاهتمام الفلسفي الحديث بعقوبة الإعدام اهتمامًا مركزًا لدى مؤيدي تيار الإصلاح الجنائي، بوصفه تقييمًا أخلاقيًّا مبدئيًّا للقانون والممارسة الاجتماعية وضمن نظريات الدولة الحديثة، ويكمن السؤال الفلسفي هنا عن عقوبة الإعدام، هو سؤال يتعلق بالتبرير الأخلاقي: على أي أساس يُعدُّ قتل الدولة المتعمد مرتكبي الجرائم المحددة ردَّ فعل مبررًا أخلاقيًّا على السلوك الإجرامي الطوعي حتى في أخطر الجرائم، مثل القتل (1)؟ وبذلك سنطرح أبرز موقفين متعارضين عن عقوبة الإعدام:

يعتقد ألبير كامو Albert Camus) 1913-1960) أن عقوبة الإعدام هي بمنزلة تقديم تبرير لأقصى درجات العنف سلميًّا أمام المجتمع، وذلك باللجوء إلى طقوس للإعدام وعقلنة العقوبة ولغة تضفي عليها مظهر الشرعية (2).

أما إيمانويل كانط Immanuel Kant)  (1728-1804 فقد أيد عقوبة الإعدام، رائيًا إياها تهديدًا رادعًا للجريمة، ووصفها بأداة في يد المجتمع المدني لمواجهة الدوافع البشرية تجاه انتهاك حقوق الآخرين، على الدولة أن تتخذ خطوات جزائية في ردة فعلها تهدف لتحقيق احترام الفرد بوصفها غاية وسيلة (3)، واستند كانط في دفاعه عن عقوبة الإعدام إلى المبدأ الذي يحدد بموجبه مقدار العقوبة المناسبة للجريمة ونوعها؛ أي إن الجناة يتعرضون لعقوبة تتكافأ مع معاناة الضحية (1).

وأنت أخبرنا ما رأيك بعقوبة الإعدام هل تؤيدها أم ترفضها، وما حجتك لذلك؟ 

المصادر: