القذف عند الأنثى، حقيقة أم خيال؟

شكّل القذف عند الإناث ظاهرةً جدلية، رغم وجود العديد من الأبحاث السابقة التي تؤكد وجوده (1). فالمرأة تفرز أنواعًا مختلفة من السوائل في أثناء الإثارة الجنسية والنشوة، والتي يعتمد منشؤها وكميتها وتركيبها وآليات إفرازها على الصفات التشريحية والفيزيولوجية المرضية ودرجة الإثارة الجنسية. وقد تتداخل الاستجابات الجنسية الطبيعية وأعراض السلس البولي ( 2-4) .

 إذ إنَّ "القذف الحقيقي" للأنثى و"الدفق أو الإفراز الخارجي" هما ظاهرتان مختلفتان! ولمعرفة الاختلاف بين هاتين الظاهرتين، أجرى الباحثون دراسات كيميائية حيوية على سوائل الإناث التي تُفرز عند الوصول إلى النشوة الجنسية. ووضحت نتيجة هذه الدراسات أن السائل الصافي والوفير الذي يُطرح في أثناء النشوة الجنسية، يختلف عن القذف الحقيقي للإناث. إذ يحتوي الأول على صفات البول المخفف ويفرز من المثانة البولية، ويسمى سلس البول عند الإيغاف (النشوة الجنسية) (1-4). أما الثاني سائل قليل الكمية، سميك مائل للون الأبيض، يعتقد أنه وبعد تحفيز بقعة جي  (G-spot) في المهبل التي تقع تحت الجزء الخلفي من غدة سكين (التي تُلقب بأنها غدة البروستات الأنثوية)، يحدث دفق لدى الإناث في أثناء هزة الجماع (3)، ويحوي مواد مشابهة من الناحية الكيميائية لبعض مكونات السائل المنوي الذكري (3).

تختلف تجربة كل أنثى مع الدفق. ولا توجد طريقة واحدة لحدوث الدفق الأنثوي، ويرجع ذلك لاختلاف البنية التشريحية للمهبل من أنثى لأخرى. إذ يمكن لبعض الإناث أن يختبرن الدفق قبل النشوة الجنسية أو بعدها. و يمكن أن يحدث الدفق مرافقًا للنشوة. وقد تبدي بعض الإناث دفقاتٍ متعددة على مدار بضع دقائق. 

ويجب التنويه إلى أن حدوث الدفق أو القذف المهبلي لن يكون غزيرًا مثلما تصوّره الأفلام الإباحية، وفي حين حدوث الدفق؛ فلن تمتلئ الملاءات جراء هذا الحدث مثلما تُمثله الأفلام الإباحية ، فإنَّ منتجي المواد الإباحية يقومون بالمبالغة في إظهار النشاط الجنسي لدى الإناث من أجل التأثير الدرامي (4).

المصادر: