اللغة العربية وآدابها > علم العَروض وموسيقا الشِّعر
علم العَروض وموسيقا الشِّعر؛ تمهيد وتعريفات
يعرّف علم العَروض بأنه العلم الذي يبحث في أحوال أوزان الشعر العربي المعتبرة، ويعرِف صحيحها من فاسدها، وموضوعُه الشعرُ العربي (1).
والشِّعر: هو كلام موزونٌ مُقَفَّى يدل على معنى شعري مقصودٌ به الشعر (أي إن القائل يقصد أن يكون إنتاجه شعرًا وليس من باب العبث أو مصادفة الوزن) (2).
هناك تفسيرات عدة لسبب تسمية علم العَروض بهذا الاسم، فكلمة "عَروض" لها معانٍ عدة، منها:
- الناحية أو الطريق، فيُقال: سار فلانٌ في عَروض لا تعجبني.
- الناقة الصعبة الركوب والقياد.
- النظير أو المثيل.
- إن علم العَروض ناحية من نواحي العلم.
- إنه علمٌ صعب المنال، كما الناقة العَروض.
- إنه تُعرض عليه الأشعار، فما وافقه وكان مثاله ونظيره كان صحيحًا، وما خالفه كان فاسدًا (3).
وعلم العَروض علمٌ مستنبط، وصل إليه علماء اللغة مما وقع بين أيديهم من أشعار العرب، فقد كانت العرب تنظم الشعر بسليقتها المستقيمة، ومكتشِف علم العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي الأزدي البصري (ت 170هـ أو 175هـ)، وهو من بني فراهيد بن مالك، وُلد في البصرة سنة 100هـ، وهو أوّل من رتّب معجمًا بطريقة رياضية اعتمد فيها ترتيب الحروف وفق مخارجها وسماه "معجم العين" نسبةً إلى أوّل حروفه (1,4).
وُضع لهذا العلم ستةَ عشرَ بحرًا حصّن بها أشعار العرب، ويرى الخليل أنّ الشعر العربي ليس محصورًا بالأوزان المعروفة عند العرب، وإنّما لو أتى بعضهم بشعر على وزن مخالف لأوزان البحور المعروفة عند العرب فإنّ ذلك لا يقدح في شعره؛ إذ إنّ تعريف الشعر أنّه كلام موزون مقفّى يدلّ على معنى شعري، وقد خالفه غيره ممن أتى بعده، غير أنّ العلماء المتأخّرين قد رجّحوا قول الخليل بناء على ما يقتضيه العقل والمنطق، فمن هنا نشأ علم العروض على أصحّ الروايات وأقواها، وقال قائل آخر: إنّ علم العروض كان معروفًا ولكنّه نُسي فجدّده الخليل (1).
تسميات البيت الشعري:
أشار عدد من علماء اللغة إلى أن البيت من الشِّعر سُمي بيتًا تشبيهًا له ببيت الشَّعر الذي كان يسكنه البدوي آنذاك؛ لأن بيت الشعر يحتوي معانيه وألفاظه كاحتواء بيت الشَّعر سكانَه (5).
وثمّة اصطلاحات وألقاب خاصة بأجزاء البيت وهي:
- الشَّطر أو المِصراع: وهو أحدُ أجزاء البيت، وهما شطران أو مِصراعان.
- الصَّدر: وهو الشطر الأول من البيت، وهو أول تفعيلات البيت.
- العَجُز: وهو الشطر الثاني من البيت (1,5).
إذا أنتَ أكْرمتَ الكريمَ مَلَكْتَهُ …. وإنْ أنتَ أكْرمتَ اللئيمَ تَمَرَّدَا (6).
سيكون مقالنا القادم عن التفعيلات والدوائر العَروضية التي يُؤلف وفقها الشعر العربي، شاركونا في التعليقات ملاحظاتكم واستفساراتكم.
المصادر:
1. عتيق عبد العزيز. علم العروض والقافية. الطبعة الأولى. بيروت، سورية: دار النهضة العربية؛ 1987. ص7-11.
2. الجرجاني الشريف. التعريفات. 1st ed. بيروت: دار الكتب العلمية؛ 1983. ص127.
3. ابن منظور محمد بن مكرم. لسان العرب. الطبعة الرابعة. بيروت: دار صادر؛ 2005. جذر: عَرَضَ.
4. الزِّرَكْلي خير الدين. الأعلام. الطبعة السابعة. بيروت، سورية: دار العلم للملايين؛ 1986. ص314.
5. الشَّنتريني محمد بن عبد الملك بن السرّاج. المعيار في أوزان الأشعار. تحقيق: د. محمد رضوان الداية. الطبعة الثانية. دمشق، سورية: دار الملاح؛ 1990. ص 9.
6. المتنبي أبو الطيب أحمد بن الحسين. ديوان المتنبي. الطبعة الثانية. بيروت، دار بيروت؛ 1983. ص372.