مطار باراخاس (Barajas) في إسبانيا

على بعد ثلاثة كيلومترات من صالات مطار باراخاس الثلاث القديمة في مدريد الإسبانية، صممت الصالة الرابعة بأسلوب يتسم بالوضوح والمرونة إذ تشكِّل منطقة عملية مريحة للمسافرين، ويوفر التصميم مساحة معمارية حضرية ومتناغمة مع البيئة المحيطة (1,2).

يتكون مشروع الصالة الرابعة في مطار باراخاس من ستة طوابق، ثلاثة منها فوق سطح الأرض، وتتضمن خدمات الأمن وتسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة واستعادة الأمتعة،  والثلاثة الأخرى تحت الأرض لخدمات الصيانة ومعالجة الأمتعة ونقل الركاب بين المباني، ويظهر ظهورًا لافتًا الاختلاف بين الطوابق السفلية المبنية من الخرسانة الصلبة ومناطق الركاب ذات الوزن الخفيف في الأعلى (3). 

يتميز المبنى بحجمه الكبير مع قابليته للتمدد بشكل لانهائي (2,1). 

ويتضمن الأجزاء الآتية:

موقف السيارات: يشغل موقف السيارات  مساحة 310.000 متر مربع ويتسع لتسعة آلاف سيارة، ويتكون من  ستة وحدات بوظائف مستقلة تظهر بشكل وحدة واحدة بسبب التغطية الخارجية، ويمكن الوصول إليه من الطريق مباشرةً من خلال أحد المعابر الستة وتخصص تلقائيًّا مساحة توقف لكل مركبة (1,2).

مبنى الركاب: يتصل مع موقف السيارات عبر ممر المشاة الواصل بين كلا المبنيين ويجب على جميع الركاب المرور عبر المبنى حيث تتركز جميع عمليات تسجيل الوصول والمغادرة وجمع الأمتعة، ويتميز مبنى الركاب بثلاث وحدات منفصلة عن بعضها البعض عن طريق أخاديد مضاءة بالكامل وتوفر إضاءة طبيعية للمستويات السفلية من المبنى مما يسهم في الاستراتيجية البيئية وتقليل استهلاك الطاقة، إضافة إلى تقليل تكاليف الصيانة (1,2).

الفناء الأمامي: يفصل  موقف السيارات عن مبنى الركاب بواسطة ساحات الفناء الأمامي وتتكون من سلسلة من الطرق الموزعة على 6 مستويات، وجميعها مغطاة بامتداد السقف المموج للمحطة، وتشكل مبادل تنقُّل للحافلات والمترو والقطارات إضافة للسيارات الخاصة والعامة، وتخدم الرحلات الدولية والرحلات ضمن الاتحاد الأوروبي (1,2).

مبنى تجمّع الطائرات (Satellite Terminals): يقع  على بعد كيلومترين اثنين من مبنى الركاب الرئيسي؛ بين المدرجات الجديدة، ويمتد على مساحة 300000 متر مربع تقريبًا و26 جناحًا للطائرات ويضم جميع الرحلات الدولية خارج الاتحاد الأوروبي ومنطقة الشنغن، وستكون هناك منطقة مرنة أيضًا تخدم جميع مسارات الطيران الدولية والوطنية خارج وداخل الاتحاد الأوروبي، ومع استمرار الحركة الجوية بالازدياد توجد إمكانية لبناء مبنى آخر (1،2). 

يتصل مبنى تجمّع الطائرات مع مبنى الركاب بواسطة نفق ممتد تحت مدارج الطائرات ومكون  من طابقين مع ثلاث فراغات في كل منهما. 

يحتوي الطابق العلوي على مساحتين جانبيتين بعرض 10 أمتار تقريبًا لتداول المركبات المصرح بها ومساحة مركزية بعرض 13 مترًا مخصصة لناقل الحركة الأوتوماتيكي للأشخاص (APM)، أما الجزء السفلي يتضمن ثلاث أقسام متطابقة الأبعاد مخصص بالكامل لنظام مناولة الأمتعة الأوتوماتيكي (SATE)(1,2).

يغطي  الحجر الطبيعي الأرضيات في جميع أنحاء المبنى مما يجعل المساحة تبدو وحدةً واحدة متكاملة، ويبدو السقف من الخارج وكأنه يطفو فوق المبنى إذ حُررت الواجهة الرئيسية من أي دعم هيكلي قد يؤثر في مظهرها، ويُغطي السقف من الداخل شرائط مغلفة من الخيزران الصيني، فتبرز الأشرطة المتكررة بسلاسة الشكل المتموج للسقف(3).

التزم فريق التصميم باستخدام أنظمة بيئية سلبية حيثما أمكن، وتشمل التدابير البيئية الهادفة لتقليل استهلاك الطاقة نظام تبريد طبقي، ونظام تهوية منخفض الطاقة في الأرصفة بالإضافة لإمداد الهواء للمستويات المنخفضة ومناطق الركاب الأخرى وتأمين تظليل الواجهات  فضلًا عن أضواء السقف، والإضاءة المخصصة ببعض المناطق وجمع مياه الأمطار لري المناظر الطبيعية (3).

ربما يكون مطار براخاس الدولي  وجهتك  للوصول إلى إسبانيا يومًا، وحينها لا بدَّ أن يلفتك تنظيمه المعماري الواضح والمميز، فلا تنسَ أن تلتقط الصور التذكارية.

المصادر: