الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة
النظير المناخي (Climate Analogue)
تعاني الأنظمة البيئية في كوكبنا تغيراتٍ خطيرة في بنيتها ومكوناتها بسبب التغير المناخي (1). وتؤدي النماذج المناخية دورًا مهمًّا في رسم صورة المستقبل الذي ينتظر كوكبنا، لكن معرفة التغير المتوقع في كمية الأمطار ودرجات الحرارة خطوةٌ أولى في سبيل تقييم الآثار المرتقبة على الأنظمة البيئية وقدرتها أو عدم قدرتها على التكيف، وتُعد النظائر المناخية (Climate Analogues) أداةً مهمة لتحقيق ذلك.
فعلى فرض ارتفاع درجة الحرارة الوسطية على كوكب الأرض بما يقارب أربع درجاتٍ مئوية، سيترتب على ذلك تغيرات كبيرة في مناخ بعض المناطق وعلى سبيل المثال:
- ستصبح مدينتي دمشق وحلب أشبه بما هو عليه الآن في شرق باكستان مع زيادةٍ في عدد الأيام الحارة بنحو 108 أيام وزيادة عدد الأيام شديدة الحرارة بمقدار 38 يومًا (الشكل 1).
الشكل رقم (1).
- ستصبح اللاذقية شبيهةً بإقليم راجستان في الهند (الشكل رقم 2).
الشكل رقم (2).
- ستصبح القاهرة أشبه بمنطقة الكرك في الأردن مع زيادة عدد الأيام الحارة بنحو 69 يومًا وزيادة عدد الأيام شديدة الحرارة بنحو 110 أيام (الشكل 3).
الشكل رقم (3).
- وستكون بغداد أشبه بالأهواز في إيران مع زيادةٍ في عدد الأيام الحارة بنحو 31 يومًا، وزيادة عدد الأيام الشديدة الحرارة بنحو 46 يومًا (2) (الشكل رقم 4).
الشكل رقم (4).
تُشير المنطقة المعبأة باللون الأحمر إلى النظير المستقبلي للمنطقة المفرغة منه.
جديرٌ بالذكر أن النظائر المناخية قابلة للتغير نظرًا لظروف التغير المناخي الحالية ولذلك فإن الأمثلة المذكورة أعلاه هي النظائر المناخية للمدن المختارة ساعة إعداد العمل.
يتلخص مفهوم النظير المناخي لموقع ما بإيجاد منطقة أو مناطق أخرى تمتلك الآن خصائص مناخية مشابهة لما هو متوقع لهذا الموقع في المستقبل (3). وتقدم فكرة النظائر المناخية عددًا من الميزات تجعلها أداةً شديدة الأهمية لصناع القرار في مواجهة التغير المناخي، وفي مقدمة هذه الميزات إمكانية إنتاج رسومياتٍ سهلة الفهم وإمكانية استخدامها في مناطق مختلفة من العالم (4).
استُخدِمت النظائر المناخية لتقييم حساسية النظم البيئية المهددة بالتغيرات المناخية وتغيرات استخدام الأراضي. كذلك فهي تستخدم لتحديد الأنواع النباتية الأكثر تحملًا لتغير الظروف المناخية.
وتقدم النظائر المناخية دليلًا علميًّا على ضرورة السير قدمًا في سياسات التكيف مع التغير المناخي والإدارة المستدامة للغابات. فعلى سبيل المثال لتحديد أنواع الأشجار الملائمة لغابةٍ ما في المستقبل؛ تُعتمد مجموعة من المؤشرات المناخية المهمة لهذه الأشجار، ثم تستخدم النماذج المناخية لتحديد المناطق التي تشابه ظروفها المناخية الحالية مستقبل الغابة المدروسة. وتُحدد أنواع الأشجار التي تنتشر بنجاح في هذه المناطق على فرض أنها ستكون أيضًا قادرةً على الانتشار والتكيف مع الظروف المناخية لمستقبل الغابة (3). وجديرٌ بالذكر أن المؤشرات المناخية المعتمدة قد تختلف من دراسةٍ لأخرى، لكنها تتشارك بتأثرها بدرجات الحرارة وكمية المياه المتوفرة (3-5).
وقد يبدو مثيرًا للذعر أن التغير المناخي سيتسبب في نشوء ظروف غير مسبوقة تعجز النماذج المناخية عن تحديد نظائر مناخية لها في الوقت الراهن خاصة مع استمرار انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الناتجة عن الأنشطة البشرية (6).
المصادر:
2. ANALOG Atlas. Plus2c.org. Available from: هنا
3. Buras A, Menzel A. Projecting Tree Species Composition Changes of European Forests for 2061–2090 Under RCP 4.5 and RCP 8.5 Scenarios. Frontiers in Plant Science [Internet]. 2019 [cited 18 March 2022];9. Available from: هنا.
4. Veloz S, Williams JA, Lorenz DJ, Notaro M, Vavrus S, Vimont D. Identifying climatic analogs for Wisconsin under 21st-century climate-change scenarios. Climatic Change [Internet]. 2012 [cited 18 March 2022];112(3-4):1037-1058. Available from: هنا
5. Ozolinčius R, Lekevičius E, Stakėnas V, Galvonaitė A, Samas A, Valiukas D. Lithuanian forests and climate change: possible effects on tree species composition. European Journal of Forest Research [Internet]. 2013 [cited 18 March 2022];133:51-60. Available from: هنا
6. Williams J, Jackson S. Novel climates, no-analog communities, and ecological surprises. Frontiers in Ecology and the Environment [Internet]. 2007 [cited 18 March 2022];5(9):475-482. Available from: هنا