العنف الأسري.

في الآونة الأخيرة تردد كثيرًا مصطلح العنف الأسري أو العنف تجاه الشريك الحميم (من كلا الطرفين على حدٍّ سواء) خاصةً بعد المحاكمة الشهيرة بين جوني ديب وطليقته آمبر هيرد. فما هو العنف الأسري؟ وأين ينشأ؟ وما العوامل المؤثرة فيه؟

يحدث العنف الأسري، وسوء المعاملة الزوجية، أو العنف تجاه الشريك الحميم عندما يحاول أحد الشريكين السيطرة على الطرف الآخر في العلاقة ويمكن أن يتجسد ذلك نفسيًّا؛ مثل الإهانة اللفظية والتهديد والاستغلال العاطفي والعدوانية، أو جسديًا مثل الضّرب والجنس القسري وغيرها(1,2).

كيف ينشأ العنف الأسري؟

يتعلم عديد من المعتدين العنف الأسري من محيط أسرتهم ويكررون هذه الممارسات السّامة تجاه شركائهم وأبنائهم (1,2).

 وأكدت عدة أبحاث دور التعرض المبكر للعنف الأسري عاملًا مسببًا العنفَ تجاه الشريك فيما بعد، سواء أكانت متمثلة في مشاهدة العنف المتبادل بين الأبوين أم تعرض الطفل نفسه للعنف والإساءة. كذلك فقد اقترحت - بوضوح-  دور مشاعر الغضب عاملًا وسيطًا في تجربة العنف الأسري، وخلُصَت إلى أن الأبناء الذين شهدوا عنفًا أسريًّا قد يطورون أساليب للتعبير عن الغضب تختلف عند من لم يتعرض منهم للعنف الأسري (3).

وفي دراسات أخرى، ظهرت العلاقة بين العنف الأسري ومشكلات التحكم بالمشاعر عند الأبناء؛ إذ يواجه الأهل صعوبة في توجيه وتدريب أبنائهم على التحكم بمشاعر الخوف في حال كانوا ضحية للعنف أو تدريبهم على التحكم بمشاعر الغضب؛ إذ لا يستطيعون توجيه وإدارة هذه المشاعر بأنفسهم. وبالنتيجة يؤدي تعرض الأبناء للعنف في إطار الأسرة إلى حدوث مشكلات سلوكية لديهم مستقبلًا (4).

ومن ناحية أخرى، هناك عوامل تزيد احتمالية حدوث العنف تجاه الشريك، منها عوامل فردية مثل تدني المستوى التعليمي، وتعاطي الكحول والمخدرات وعوامل عائلية ومجتمعية مثل اعتقاد الذكور في بعض المجتمعات بالدور التقليدي للرجل في السيطرة والتحكم ويجدون الإناث أقل استحقاقًا للاحترام. كذلك فالإناث اللواتي شهدن عنفًا منزليَّا في الصغر هنّ أكثر عرضةً للوقوع ضحية له من قبل أزواجهن (1,2).

يمكننا الحدّ من ظاهرة العنف تجاه الشريك أو العنف الأسري في الدرجة الأولى بالإبلاغ عنها والاعتراف بها وإيجاد الدعم المناسب للضحايا لإنهاء العلاقة المؤذية والمساعدة في التخلص من آثارها، وتأمين برامج تساعد الزوجين على تعلم استراتيجيات فعّالة لإدارة الغضب والتحكم بالمشاعر وأن يكونوا قدوة إيجابية من خلال ممارسة سلوكيات غير عنيفة (2,4).

المصادر: