اللغة العربية وآدابها > أصل ومعنى
قصة مثل: "عادتْ حليمة إلى عادتها القديمة"
"عادتْ حليمة إلى عادتها القديمة" (1,2)
يُضرب هذا المثل للشخص الذي يعود إلى عملٍ قديم، كان قد توقّف عنه حينًا.
يُقال إن حليمة هي زوجُ حاتم الطائي الذي يُضرب به المثل في الكرم والسخاء، وقد اشتهرت بالبخل، ويقال إنها كانت إذا أرادت أن تضع سمنًا في الطعام لم تطاوعْها يدها، فأراد حاتم أن يعلمها الكرمَ، فزعم لها أن الأقدمين كانوا يقولون: إنّ المرأة كلما زادت السمنَ في الطعام، زاد عمرُها، فأخذت حليمة تزيد ملاعق السَّمنِ حتى صار طعامها طيّبًا، وتعوّدتْ يدُها السخاءَ، ثم مات ابنُها الوحيد الذي كانت تحبه أكثر من نفسها، فجَزِعَت حتى تمنّتِ الموتَ، وأخذت تقلل السمنَ في الطبخ حتى ينقصَ عمرها وتموت. فقال ضيوف حاتم: "عادت حليمة إلى عادتها القديمة" (1,2).
على أن المشهور في اسم زوجِ حاتم الطائي هو "ماويّة" (3)، وقد ذكرها في شعره، فمما قال:
أماويُّ؛ إنَّ المالَ غادٍ ورائحٌ ... ويبقى من المالِ الأحاديثُ والذِّكْرُ
وقد عَلِمَ الأقوامُ لو أنَّ حاتِمًا ... أرادَ ثراءَ المالِ أمسى لهُ وَفْرُ
…
أماويُّ، ما يغني الثراء عن الفتى؟ ... إذا حَشْرَجتْ يومًا وضاقَ بها الصدرُ (3)
ماويُّ: منادى مُرخَّم (مُرقَّق) من اسم ماوية، الغرض منه التحبب (4). حشرجت (أي الروح): أوشك أن يموت (5).
المصادر:
1. أبو عبيد القاسم بن سلام. الأمثال. تحقيق: عبد المجيد قطامش. ط1. دمشق: دار المأمون للتراث؛ 1980. ص74.
2. الميداني أبو الفضل أحمد بن محمد النيسابوري. مجمع الأمثال. تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد. ط1. بيروت: دار المعرفة؛ 2014. ج2 ص321.
3. ابن حمدون بهاء الدين محمد بن الحسن البغدادي. التذكرة الحمدونية. تحقيق: إحسان عباس وبكر عباس. ط1. بيروت: دار الصادر. ج2 ص266 , ج10 ص290.
4. حلواني محمد خير. النحو الميسر. ط1. دمشق: دار المأمون للتراث؛ 2013. ص563-567.
5. المعجم الوسيط. ط5. القاهرة: مَجْمع اللغة العربية في القاهرة؛ 2011. مادة: حَشْرَجَ.