هل يمكن أن تساعد الفراولة "الفريز" في حماية عقلك من آلزهايمر؟

(الخَرَف - Dementia) ليس مرضًا واحدًا، والأسباب الكامنة وراءه ترجع لعدة أمراض؛ إذ يعود أغلبها لطفرات جينية أو تراكمٍ غير طبيعي للبروتينات في الدماغ، وعلى أي حال قد يساعد تعديل نمط الحياة كإتباع نظام غذائي صحّي أو حمية غذائية معيّنة في تقليل مخاطر مرتبطة بتدهور القدرات العقلية (آلزهايمر - Alzheimer) خاصةً لدى كبار السن؛ إذ كشفت دراسةٌ حديثةٌ عن العلاقة بين تناول الفراولة "الفريز"  وتقليل خطر الإصابة بمرض آلزهايمر (1,2). 

إن مرض ألزهايمر هو أكثر أنواع الخَرَف شيوعًا ويُعتقد إنه ناتج عن تراكمٍ غير طبيعي لبروتينين يسميان (أميلويد وتاو - Amyloid & tau)؛ إذ تتراكم رواسب الأميلويد التي تسمى "لويحات" حول خلايا الدماغ، وتشكل رواسب تاو تشابكات داخل خلايا الدماغ) (1).

وُجد أن للفراولة فائدة في تحسين الوظيفة العصبية والإدراك وبعض النتائج الحركية، لكن معظم هذه الدراسات أُجريت على حيوانات التجارب (التجربة على الفئران)، إذ غُذّيَت بطعام ممزوج بخلاصة الفراولة، ولوحظ أن عملية نقل الإشارة العصبية أفضل، والأداء الإدراكي والحركي أعلى، والخلايا العصبية الدماغية متزايدة مقارنة بالفئران التي لم تتغذى على نفس الطعام (2).

في دراسة أخرى أُجريت على مشاركين تتراوح أعمارهم بين 58 و98 عامًا غير مصابين بالخَرَف، وحُلّلت النتائج حسب العمر والجنس والتعليم والنشاط البدني والمُتناول الغذائي للفواكه الأخرى، فخَلَصوا إلى أن الفراولة لها خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات التي تحسّن وظائف الخلايا العصبية مما قد يقلل خطر الإصابة بآلزهايمر، والمشاركون الذين يستهلكون حصةً واحدةً أو أكثر من الفراولة أسبوعيًا أقل عرضةً للإصابة بخرف ألزهايمر بنسبة 34% مقارنةً بأولئك الذين لا يتناولون شيئًا أو أقل من مرة واحدة شهريًا (3). 

مقارنة بأنواع التوت المختلفة، تُعدّ الفراولة المصدر الأكثر وفرة بـ(البلارجونيدين - pelargonidin)؛ إذ يرتبط هذا المُركّب النشط بيولوجيًا بعدد أقل من تشابك (تاو الليفي - tau tangles) العصبي في الدماغ، المُميِّز لمرض آلزهايمر (2).

تعدّ الفراولة أيضًا من بين الفواكه التي تحتوي على أعلى نسبة من الماء، وهي مرتبطة بتقليل مخاطر الإصابة بالسرطان ويمكنها أيضًا الحماية من أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم (3).

تلخيصًا لما سبق؛ قد يقلل استهلاك الفراولة خطر الإصابة بخرف آلزهايمر لدى كبار السن، وربما يرجع ذلك إلى التأثير الوقائي للأعصاب للبيلارجونيدين وإجمالي مركبات الفلافونويد، فقد تكون إضافة الفراولة إلى النظام الغذائي للفرد تكيفًا سهلًا لكبار السن لتقليل مخاطر الإصابة.

   ..دُمتم بصحّة وعافية..

المصادر: