أعراض ومظاهر قد تنذر بوجود الأورام

المتلازمة نظيرة الورمية Paraneoplastic Syndromes هي مجموعة من الأعراض والمظاهر المرتبطة بوجود الخلايا الورمية؛ إذ تحدث نتيجة إطلاق هذه الخلايا موادًا كيميائية تؤثر في أجهزة الجسم أو عندما تهاجم الأضداد التي ينتجها الجهاز المناعي الخلايا السليمة بالإضافة إلى الخلايا الورمية الخبيثة. 

وهذا ما يؤدي إلى ظهور أعراض إذا شُخصت مبكرًا على أنها هذه المتلازمة، فيمكن لها أن تساعد في كشف الورم في مرحلة مبكرة عندما يكون أكثر قابلية للعلاج.

لا نرى هذه المتلازمات عند جميع مرضى السرطان، إذ تتطور عند 20% فقط منهم، وهناك أنواع محددة من السرطانات تميل أن تسبب هذه المتلازمات مثل سرطان الثدي والرئة والمبيض والدم وذلك عند المرضى متوسطي العمر (1).

الأعراض:

تختلف الأعراض باختلاف أجهزة الجسم المصابة، وتظهر هذه الأعراض قبل أن تُشخص إصابة الشخص بالسرطان في أكثر من نصف الحالات، وقد تشمل الحمى، وفقدان الشهية والوزن، والتعرق الليلي (1).

ويعاني المرضى أيضًا من أعراض أخرى أقل شيوعًا وتتضمن: 

• متلازمات الغدد الصم: إذ يحدث اضطراب في وظائف الغدد الصم أو الاستقلاب لدى المريض المصاب بالأورام، أو يحدث ارتفاع غير طبيعي في مستويات الهرمونات، بالإضافة إلى وجود اختلاف بين تركيز الهرمونات في الدم الشرياني وتركيزها في الصبيب الوريدي للورم، ويمكن أيضًا تحديد الرنا المرسال (mRNA) للهرمون في أنسجة الورم، ومن المعايير الأخرى التي تساعد في تشخيص هذه المتلازمات مشاهدة اصطناع الهرمونات وإفرازها من الخلايا السرطانية في الزجاج، وتظهر الأعراض بعد الإفراز المباشر  لمواد نشطة حيويًا مثل الهرمونات والببتيدات و الأمينات الحيوية والستيروئيدات من الورم إلى الدوران، ونتيجة لذلك فقد يصاب المرضى بمتلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد للإدرار، ومتلازمة كوشينغ، وضخامة النهايات، وفرط كالسيوم الدم، وفرط التوتر الشرياني ونقص سكر الدم (2).
• المتلازمات العصبية: لها الكثير من المظاهر مثل التهاب الدماغ وما ينتج عنه من أعراض، وفقدان التوازن، واعتلال الأعصاب (الخدر والضعف في اليدين والقدمين)، والرعاش، وحركات عين سريعة غير منتظمة أو تشوش الرؤية والدوار، واضطرابات نفسية. 

  وتؤثر هذه المتلازمات غالبًا في منطقة واحدة فقط من الجهاز العصبي المركزي، ولكن في بعض الحالات تصيب في البداية منطقة واحدة ومع مرور الوقت تتأثر المناطق الأخرى، لذلك يجب دومًا إجراء الفحوصات العصبية بدقة وتكرارها دوريًا (3).

• المتلازمات العينية: اعتلال الشبكية وما يسببه من هلوسات بصرية، واضطراب رؤية الألوان، والعمى الليلي، وقد نجد مظاهر أخرى أقل شيوعًا مثل اعتلالات اللطخة واعتلال العصب البصري؛ إذ يحدث تدهور تدريجي غير مؤلم بحساسية الحقل البصري ناجم عن فقدان الشبكية العصبية (4).
• المتلازمات الجلدية المرافقة للأورام: وهي متقلبة ومختلفة والتعرف عليها وتمييزها قد يساهم في كشف السرطان والبدء في العلاج الباكر له، وتشمل: 

• الشواك الأسود المرتبط غالبًا بالأورام الهضمية والذي يتميز بظهور مفاجئ لفرط تصبغ في الرقبة والإبط يتطور بسرعة إلى لويحات مفرطة التقرن.
• الشواك الراحي المتميز بفرط تقرن راحي منتشر مصفر مع خطوط جلدية بارزة.
• الفقاع وهي تقرحات شديدة تصيب الجلد والأغشية المخاطية للفم، والشفتين، والبلعوم، والملتحمة، والمنطقة الشرجية التناسلية، والمريء، وغالبًا ما يرافق أورام الخلايا اللمفية البائية والأورام الدموية الخبيثة.
• تقيح الجلد الغنغريني والتهاب الجلد والعضلات المرافق للأورام (5).

يجب أن يخضع المرضى المشتبه إصابتهم بـالمتلازمات نظيرة الورمية لفحوصات شاملة تشمل تحليل كل من الدم والبول والسائل الدماغي الشوكي والكشف عن الأجسام المضادة، وكذلك التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، وتخطيط الدماغ الكهربائي، وتخطيط العضلات (1,3)، وتنظير قعر العين (4).

وبمجرد تشخيص متلازمات الأباعد الورمية يجب إجراء المزيد من الاختبارات لتحديد مكان الورم مثل التصوير الطبقي المحوري (CT) والاختبارات الدموية، وعادةً ما يساعد نوع الجسم المضاد في توجيه البحث عن الورم في عضو معين (3).

العلاج:

إن الهدف من العلاج هو التركيز على علاج الورم الأساسي وإدارته، ويمكن أيضًا للستيروئيدات القشرية ومثبطات المناعة و الغلوبولينات المناعية وكذلك فصادة البلازما أن تخفف من الأعراض السابقة وتساعد في تحسين حياة المريض (1).

المصادر: