هل هناك بديل لحقن الأنسولين اليوميَّة؟

يعمل فريق من الباحثين في جامعة كولومبيا البريطانية على تطوير أقراص من الإنسولين بهدف أن تحل مكان حقن الإنسولين التي تُعطى لمرضى السكري إعطاءً يوميَّاً، ويبدو أنها في طريقها لتكون اكتشافاً محوريَّاً يغير حياة هؤلاء المرضى (1).

يعد الداء السكري مرضاً مزمناً يؤثر في قدرة الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة، ويظهر هذا المرض عندما لا ينتج البنكرياس ما يكفي من هرمون الإنسولين؛ أو عندما يكون الجسم غير قادر على استخدام الإنسولين الذي ينتجه استخداماً فعالاً (2,3).

ينظم الإنسولين نسبة السكر؛ مما يمنع حدوث فرط سكر الدم، الذي يُعدُّ أحد الآثار الشائعة لمرض السكري غير المنضبط، وهو بدوره قد يؤدي -بمرور الوقت- إلى أضرار جسيمة في العديد من أجهزة الجسم، خاصة في الأعصاب والأوعية الدموية (3).

تُستخدم أنواع كثيرة من الإنسولين لعلاج مرض السكري، ويُصنَّف تبعاً لسرعة تأثيره في الجسم ومدة هذا التأثير، وتختلف طرائق تناول الإنسولين وأوقاته من شخص إلى آخر، على أنه توجد أربع طرائق رئيسية لإيتائه؛ وهي عن طريق الحقن، وقلم الإنسولين، ومضخة الإنسولين، والاستنشاق، ولكلٍّ من هذه الطرائق إيجابياتها وسلبياتها (4,5).

ولحسن الحظ؛ وجد الباحثون -مؤخراً- أن أحدث نسخة من أقراص الإنسولين الفموية التي طوروها قد امتُصَّت من قبل الفئران بالفعالية نفسها التي امتُصَّ بها الإنسولين المحقون، وقد لاحظوا أن قرابة الـ 100 % من الإنسولين قد وصل إلى الكبد؛ الذي يُعدّ الهدف المثالي للأنسولين، وهذا أفضل بكثير مما قد توصلوا إليه في محاولة سابقة عندما طوَّروا إنسوليناً قابلاً للشرب؛ إذ تراكم معظمه في المعدة (1).

لم تدخل هذه الدراسة الحديثة طور التجارب البشرية بعد؛ نظراً لحاجة الباحثين إلى المزيد من الوقت والتمويل والمتعاونين، ولكن من المتوقع أن تكون هذه الأقراص أكثر استدامة من الحُقَن، وأفضل من حيث التكلفة وإمكانية الحصول عليها، فضلاً عن الفوائد المحتملة التي قد تعود على مرضى السكري، إضافة إلى أن تناول الأقراص الفموية سيحل مشكلة الكميات الكبيرة من النفايات البيئية من الإبر والبلاستيك التي قد لا يُعاد تدويرها؛ فتذهب إلى مكب النفايات (1).

وفي النهاية؛ تعد خطوة تطوير طريقة جديدة لتدبير مرض السكري بتكلفة أقل باستعمال أقراص سهلة التصنيع والتناول والحفظ خطوة بالغة الأهمية؛ فلا يحتاج المرضى بعدها إلى التفكير بحفظ الأنسولين في مكان بارد، وعسى أن ترى النور في أقرب وقت (1). 

المصادر: