اللغة العربية وآدابها > دراسات في اللغة والأدب
يا زمان الوصل
لطالما أطربتنا أبيات مغناة بأسلوب أندلسي رقيق وغنينا معها للشاعر لسان الدين الخطيب:
جادك الغيث إذا الغيث هما يازمان الوصل بالأندلس....
هل تعلمون أن هذا اللون يدعى "الموشح".
والموشح كلام موزون على وزن مخصوص، وهو يتحد من خمسة أقفال وخمسة أبيات، والموشحات صنفان: منها ما كان على أوزان أشعار العرب، ومنها ما لم يكن على وزنها وتمتاز الموشحة باللطف وخفة الروح، وبعضها عميق المعنى، وعند ظهورها قوبلت باستحسان في الأوساط المختلفة، واعتمد عليها في الغناء، وتمتاز بالتحرر من الوزن والقافية (1).
جرى كثيـر مـن الوشاحين والشعراء في الفصحى والعامية على استخدام بحور مختلفة فـي النص الواحد، أو استخدام تشكيلات متنوعة للبحر الـواحد، ولئن جنـح الوشاحون إلى التزام الشكل الزخرفي في المزج، فإن الشعراء قلما حافظوا على هذا الشكل الزخرفي المزج بين تشكيلات البحر الواحد : ومن ذلك، موشـح ابـن زهـر "أيها الساقي" إذ جاء المطلـع والأقفـال مـن الرمـل التـام والأدوار من مشطوره (2)
أَيُّها الساقي إِلَيكَ المُشتَكى
قَد دَعَوناكَ وَإِن لَم تَسمَع
وَنَديمٍ هِمتُ في غُرّتِه
وَشَرِبت الراحَ مِن راحَتِه
كُلَّما اِستَيقَظَ مِن سَكرَتِه
جَذَبَ الزِقَّ إِلَيهِ وَاِتَّكا
وَسَقاني أَربَعًا في أَربَع (3)
وأنتم هل تحبون الموشحات؟ شاركونا بمقاطع من موشحاتكم المفضلة، وتابعونا في الأعمال القادمة لنتحدث أكثر عن هذا اللون من الشعر..
المصادر:
2. نبوي عبد العزيز. العروض والقوافي بين القديم والجديد. الدار المصرية اللبنانية؛ 2013. ص213
3. سعد عيسى فوزي. إبن زهر وشاح الأندلس. الإسكندرية: منشأة المعارف؛ 1983. ص 180