تلوين غرام: أبسط طرائق التصنيف الجرثومي

على مدى السنوات الماضية؛ ظهر اهتمام كبير بتطوير أدوات تحليلية بسيطة وغير مكلفة للكشف عن وجود الجراثيم، خاصة بعد الاهتمام الكبير بدراسة جراثيم الفلورا المعوية مع تزايد التقارير التي تربطها بالعديد من الأمراض البشرية (1)، لذا؛ سنعود لنتذكر معاً إحدى أبسط الطرائق التقليدية المستخدمة للكشف عن الجراثيم؛ وهي ما يُعرَف بصبغة غرام  أو تلوين غرام. 

صبغة غرام (The Gram staining) هي عبارة عن فحص مخبري يتحقق من وجود البكتيريا في بعض أجزاء الجسم -المُشتبه بها- أو سوائله، وقد سُميَت بذلك نسبة إلى عالم البكتيريا الدنماركي "Hans Christian Gram" الذي قدَّمها للمرة الأولى عام 1882 للكشف عن الكائنات الحية المسببة للالتهاب الرئوي (2,3). 

تعتمد آلية الكشف عن الجراثيم عن طريق صبغة غرام -ذات اللون الأرجواني- على آلية تفاعلها مع الملون؛ فعندما تتَّحد صبغة غرام مع البكتيريا الموجودة في العينة نكون أمام خيارين؛ فإما أن تبقى الجراثيم أرجوانية اللون وتصنف عندها إيجابية الغرام، أو أن يتغير لونها إلى الأحمر (أو الوردي) فتكون سلبية الغرام (4)، وتميز صبغة غرام البكتيريا عن طريق الخصائص الكيميائية والفيزيائية لجدرانها الخلوية (2).

ومن المهم الإشارة إلى أنَّ سلبية الغرام لا تعني عدم وجود بكتيريا، ومصطلح "إيجابية" و"سلبية" الغرام لا تعني "جيد" و"سيئ" في هذه الحالة؛ إذ إن كلتا المجموعتين تسببان أنواع مختلفة من العدوى (2,4).

يُجرى الاختبار على ثلاث خطوات عامة تبدأ بجمع العينة؛ فيجمع مقدم الرعاية الصحية العينة من الموقع الذي يشتبه بإصابته بالعدوى، وتُجهّز بعدها العينة في المختبر وتُلطَّخ بصبغة غرام، ثم تفحص العينة وتُصنَّف البكتيريا تبعاً إلى لونها إلى إيجابية وسلبية الغرام، وتصنف -أيضاً- تبعاً إلى شكلها إلى كروية أو عصوية؛ إذ يمكن أن يوفر الشكل المزيد من المعلومات المتعلقة بنوع الإنتان (2,4). 

إذاً؛ متى أحتاج هذا الاختبار؟

ستحتاج هذا الاختبار عندما تبدأ أعراض الإصابة البكتيرية بالظهور لديك؛ كالألم والحمى والتعب وغيرها من الأعراض المميزة للعدوى الجرثومية، وهو لا يتطلب منك أي تحضيرات مسبقة (4).

إعداد: Rita Youssef

المصادر: