هل يؤمِّن لقاح الإنفلونزا الحماية ضد COVID-19؟

أدَّى انتشار فيروس كورونا المستجد وتحوله إلى وباءٍ عالمي إلى تزامُن جائحته مع موسم الإنفلونزا؛ مما أثار العديد من التساؤلات عن  العلاقة ما بين لقاح الإنفلونزا وشدة الإصابة بكوفيد-19.

ومع اقتراب موسم الإنفلونزا؛ لابدَّ من الإشارة إلى أوجه التشابه بين فيروسَي الإنفلونزا و SARS-CoV-2؛ إذ ينتمي كلا الفيروسَين إلى الفيروسات التي تسبب أمراضاً تنفسيَّة قد تكون مهددة للحياة في بعض الحالات، ويشتركان _أيضاً_ بالعديد من الأعراض؛ كالحُمَّى والسعال والتعب والتهاب الحلق وآلام العضلات وغيرها، الأمر الذي يسبب صعوبات كبيرة في التشخيص (1).

أما بالنسبة للاختلافات فهناك العديد منها، ويشمل هذا الاختلاف مسبباتها ومضاعفاتها وعلاجاتها المختلفة، إضافة إلى أن الوقاية منهما تكون باستخدام لقاحات مختلفة (1).

يساعد لقاح الإنفلونزا السنوي على تقليل شدة الإنفلونزا وخطر حدوث المضاعفات الخطرة، ويوفر -سنويَّاً-الحماية من فيروسات الإنفلونزا المتوقع أن تكون الأكثر شيوعاً في الموسم القادم (2).

والآن لنعد إلى سؤالنا الأساسي؛ هل من الممكن أن يوفر لقاح الإنفلونزا الحماية ضد فيروس كورونا المستجد SARS-CoV-2 في ظل تزامن وقتَيهما؟

في الواقع؛ أكد المجتمع العلمي في بداية الجائحة على أهمية لقاحات الإنفلونزا؛ كونها تسهل التعامل مع الوباء الجديد عن طريق تعزيز التشخيص التفريقي بينها وبين كوفيد-19، وتقليل العجز الحاصل في وحدات العناية الصحية (3).

وفي إحدى الدراسات المجراة في إيطاليا عام 2020 التي تعد من أكثر الدول تأثراً في جائحة كوفيد-19؛ إذ أودى الفيروس بحياة الكثيرين -خاصة كبار السن والمرضى ذوي الخطورة العالية (4)- لتصل نسبة الوفيات آنذاك 14%؛ لوحظ انخفاض نسبة الوفيات انخفاضاً واضحاً لدى المرضى كبار السن المصابين بكوفيد-19 والمطعَّمين بلقاح الإنفلونزا الموسمية في عامي 2019 -2020، ويمكن تفسير ذلك بقدرة لقاح الإنفلونزا الموسمية -في بعض الأحيان- على تحفيز  الذاكرة المناعية الفطرية تحفيزاً كافياً عند دخول عامل ممرض تنفسي آخر كفيروس SARS-CoV-2 (5).

ختاماً؛ لا بد من التأكيد على إقامة برامج  للقاحات الإنفلونزا بهدف خفض نسبة الحالات المشفوية قدر الإمكان (5)؛ خاصة أن للقاح  دور مهم في حماية كبار السن بوصفهم مجموعة عالية التأثر، لذلك؛ فمن الضروري الالتزام بأخذ اللقاح -في فصل الشتاء خاصة- في كل عام (6).

المصادر: