هل يمكن أن تدل تصرفاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي على الأمراض النفسية التي نعانيها؟

كثيرًا ما ننصدم من تصرفات بعض الأشخاص على مواقع التواصل الإجتماعي، مثل اختفاء بعضهم فجأةً وعدم توصلهم معنا مرة أخرى، وعديد من اضطرابات استخدام الإنترنت الأخرى مثل تعديل الصور والتنمر الإلكتروني والإدمان الإلكتروني ومشاهدة المواد الإباحية والممارسات الجنسية الشاذة على الإنترنت، ونتسائل ماذا يمكن أن يكون السبب السايكولوجي خلف هذا التصرف؟

الإختفاء أو الشبحية (ghosting) ظاهرة شائعة وغير مباشرة لإنهاء العلاقات العاطفية، وهي عندما يتوقف شخص في العلاقة عن التواصل مع الآخر أو يلغي الصداقة على وسائل التواصل الاجتماعي (1).

النرجسيون يكون لديهم كبرياء وإحساس بالعظمة، يختفون لإنهاء العلاقات العابرة، بسبب عدم استعدادهم للاعتراف بالخطأ في أثناء العلاقة أو المواجهة المباشرة التي يمكن أن تظهر أنهم على خطأ (1).

الشخصية الماكرة، تختفي؛ لأن الانفصال العاطفي الصريح يكون عكس طبيعتهم المخادعة والنفعية، بالنسبة للمعتلون نفسيًّا، يوصفون بقسوة التصرف، فيلجؤون إلى الإختفاء، كوسيلة باردة عاطفيًا ومعنفة لإنهاء العلاقات (1).

الشخصيات السابقة، تعد الاختفاءَ تصرفًا مقبولًا، وهذا التصرف أشيع عند الرجال النرجسيون من النساء، والأشخاص الذين سبق لهم أن اختفوا كانوا أكثر مكرًا واعتلالًا من الذين لم يفعلوا (1).

النرجسيون يروجون أنفسهم عن طريق تعديل صور السيلفي والتنزيلات، ويبدون اهتمامًا زائدًا بالتعليقات ومظاهر الشهرة، ويستخدمون اللعب على الإنترنت بصفتها طريقة لتحقيق الفوقية على منافسيهم (2).

الماكرون، نظرًا لطبيعتهم المخادعة وانخفاض الذكاء العاطفي لديهم وارتفاع المشاعر السلبية، يشاركون في اللعب والقمار على الإنترنت، تكون بيئة مريحة لهم للتلاعب العاطفي بالآخرين والتنافس معهم (2).

الحقودين، يمكن أن يتحول التسوق عبر الإنترنت إلى عادة قهرية لديهم، بسبب حسدهم الآخرين وحاجتهم إلى تعزيز غرورهم، وبسبب مشاعرهم النرجسية الحساسة للنقد وانخفاض احترامهم لأنفسهم (2).

وجد علاقة إيجابية بين الشخصيتين الماكرة والمعتلة نفسيًّا و كثرة استخدام الإنترنت والإدمان على الإنترنت والإدمان الإلكتروني وهي أيضًا مرتبطة باضطرابات استخدام الإنترنت عند الذكور والإناث (3).

وجد ارتباط عند كلا الذكور والإناث بين شخصية الاعتلال النفسي واستخدام المواد الإباحية على الإنترنت واضطرابات التواصل على الإنترنت. ووجد ارتباط لها مع العبودية الجنسية  والنزوات الجنسية السادية (3).

الرابط بين الاعتلال النفسي واضطرابات استخدام الإنترنت يمكن أن يعزى إلى سهولة الكذب والغش ونجاحها على الإنترنت مقارنة بالعالم الحقيقي، نظرًا إلى إمكانية إخفاء الهوية والمسافة البعيدة الفاصلة بين المستخدمين (3). 

المصادر: