تمثال ولكنّه متحرك!

إحياءً لذكرى الأديب فرانز كافكا، ابتكر الفنان التشيكي ديفيد سيرني (David Cerny) تمثالًا متحركًا لرأس الكاتب والروائي التشيكي فرانز كافكا، مُستوحىً من إحدى أعمال كافكا الأدبيّة (1).

يقع تمثال رأس كافكا المتحرك في مجمّع Quadrio التجاري المؤلف من ستة أبنية في مركز العاصمة التشيكية براغ، إذ استغل الفنان سيرني المساحة الخارجية منه وأضاف إليها هذا العمل الفنيّ المبتكر (2)، يبلغ ارتفاع التمثال أحد عشر مترًا و يتكون من اثنين وأربعين صفيحةً متحركة تشكل وجه كافكا (1).

يُوصف هذا العمل الذي يتوسط مدينة براغ، بأنه أعجوبة تقنية في القرن الحادي والعشرين، جامعًا الفن مع التكنولوجيا الحديثة ومهارة الحرفيين التشيكيين، خلال البناء ابتُكِر نموذج ثلاثي الأبعاد للتمثال بحجم معلومات يفوق 20 غيغابايت، ورُسِم نموذج للتمثال باستخدام 2039 رسمًا تقنيًّا، واستمر إنشاء تمثال رأس كافكا فترة تتراوح من شهر نيسان حتى تشرين الأول من عام 2014 (3).

قد يبدو هذا التمثال بسيطًا من جهة الشكل، إلا أنه يُعدُ تحديًّا تقنيًّا كبيرًا إذ إنه يتكون من 1500 م²  من صفائح الستانلس ستيل، و 42 محرك مزود بنظام تحكم متطور لتحريك الصفائح، ومن 12500 مسمار تثبيت، واستغرق حوالي 8900 ساعة عمل، ليبدو في شكله النهائي والذي بلغ ارتفاعه 11 متراً، وقطره 6 أمتار، ويبلغ وزنه حوالي 39 ألف كيلو غرام (1).

أما عن آلية الدوران فبإمكان كل واحدة من هذه الصفائح بأن تدور حول نفسها منفردةً، كما يمكنها الدوران مجتمعةً مع بعضها دورانًا كاملًا مُشكلةً الشكلَ النّهائي للرأس (1).

*فرانز كافكا (3 تموز 1883 - 3 حزيران 1924) كاتبُ رواياتٍ وقصص قصيرة، ويُعد واحدًا من أهم الشخصيات في أدب القرن العشرين. وُلِد كافكا في عائلة من الطبقة الوسطى في براغ، عمِل محاميًا في شركةٍ للتأمين، ممّا اضطره للكتابة في أوقات الفراغ، تتميّز أعماله بأنها مزيجٌ من الواقع والخيال، تتكون عادةً من بطل وحيد في مواجهة مآزق غريبة سريالية أو قوى بيروقراطية اجتماعية غامضة، من أشهر أعماله المحاكمة (The Trial) والقلعة (The Castle)، والتحول (The Metamorphosis) التي استلهم منها الفنان التشيكي David Cerny العمل الفني تمثال رأس كافكا، توفي فرانز كافكا عام 1924م عن عمرٍ يُناهز 40 عامًا بسبب مرض السّل (1).

المصادر: