تساقط الشّعر عقب الإصابة ب COVID-19

شهد العالم في الآونة الأخيرة عديدًا من المشكلات التي ترافقت مع الإصابة بCOVID-19, ومن بين هذه المشكلات على الصعيد الطبيّ هي تساقط الشعر الملحوظ الذي رافق عددًا من الأشخاص بعد التّعافي من المرض، تُسمى هذه الحالة بتساقط الشّعر الكربي أو ما يُعرف بنفحة طور الرّاحة Telogen Effluvium.

أُجريت دراسة على 39 مريض تراوحت أعمارهم بين 22-67 سنة يعانون تساقطَ شعر تاليًا لإصابتهم بعدوى سابقة بCOVID-19 من حوالي 2-3 أشهر؛ إذ عانى 15 شخص من هؤلاء المرضى أعراضًا خفيفة و24 شخص أعراضًا متوسطة، ولم يحتج أي منهم إلى دخول المشفى، كذلك فقد استُبعدت الأدوية المستخدمة في علاج COVID-19 بصفتها سببًا للإصابة بتساقط الشعر الكربي (1).

تمرّ دورة حياة الشّعرة بطور نمو Anagen وطور راحة Telogen.

في فروة رأس الشّخص الطّبيعي السّليم، تكون حوالي 85% من الأشعار بمرحلة طور النّمو و15% بمرحلة طور الرّاحة.

تساقط الشّعر الكربي يحدث بسبب دخول عدد كبير من الأشعار في طور الرّاحة في وقتٍ واحدٍ ممّا يؤدّي إلى تساقط أشعار منتشر (ما يقارب 50% من أشعار الفروة) تالٍ للإصابة بأمراض جهازيّة (مثل COVID-19) أو ورميّة أو تبدّلات فيزيولوجيّة وهرمونيّة أو أدوية معيّنة أو عمليّات جراحية أو تغيّرات بالنظام الغذائي (2).

يعاني المريض تساقط الشّعر بعد 3 أشهر وسطيًّا من حدوث المرض، ويستمرّ أقلَ من 6 أشهر (تساقط حاد)، أو أكثرَ من 6 أشهر (تساقط مزمن) ثم يبدأ بملاحظة أنَّ شعره توقّف عن التساقط وعاد إلى النّمو من جديد على شكل أشعار قصيرة متساوية الطول عند منبت الشعر (2,3).

لم يُبَلَّغ عن وفيّات واقتصرت العقابيل على المشكلات التجميلية. ومع ذلك، قد يكون لتساقط الشعر تأثير كبير على الصحة النفسية للمصابين (2).

رؤيتك لشعرك وهو يتساقط من الطّبيعي أن تَزيد خوفك وقلقك، لكن من المهمّ جدًّا محاولة التّخلص من هذا التّوتر، فالضغط النفسي المرافق للمرض قد يدفع بمزيد من الأشعار إلى التساقط (3). 

وفيما يَخُصّ العلاج، عادةً ما يقتصر على طمأنة المريض أنَّ معظم الحالات تُشفى عفويًّا ويعود الشعر لينمو من جديد من تلقاء نفسه.

يجب علاج أي اضطراب كامن في فروة الرّأس والتّحري عن المشكلات الهرمونيّة وعلاجها؛ كاضطراب الغدّة الدّرقية أو نقص مستويات الحديد والفيتامينات.

كما يوصي أطبّاء الجلديّة بالتّعامل اللّطيف مع الشّعر وتجنّب التّمشيط المفرط، وتدليك فروة الرّأس، واتّباع نظام غذائي غني بالبروتين والحديد والمعادن مع تَجَنُّب الإكثار من فيتامين A. 

في حين أنَّ المينوكسيديل الموضعي لم تُثبَت إثباتًا قاطعًا فائدته العمليّة في تعزيز عودة نمو الشعر في تساقط الشعر الكربي، غيرَ أنّ هذا الدواء له فائدة نظريّة إضافةً إلى كونه جيّد التحمل.

أمّا بالنسبة لزراعة الشعر فهي ليست بعلاج فعّال في حالات تساقط الشعر الكربي (2).

المصدر: