الفلسفة وعلم الاجتماع > علم المنطق والأبستمولوجيا
هل نحتاج إلى التفكير العلمي في حياتنا اليومية؟
إذا كنت تصدق كل ما تسمعه، وتؤمن بكل ما تراه .. فأنت بحاجة إلى أن تعيد النظر بطريقتك في الحكم على الأشياء وتبدأ بالتفكير العلمي فيها.
في الوقت الذي أسهمت فيه مؤسسات التعليم التقليدية في تنميط صورة العلم، حتى بات يُنظر إليه على أنه معرفة مقننة تقدم عبر الكتب المدرسية، بصيغة لا إشكالية وغير تاريخية، أي إنها تُقدَّم غير مكتملةٍ على أنها مجموعة من الحقائق مع إهمال الأحداث التاريخية والإشكاليات التي أدَّت الى ظهور الحقيقة العلمية (1).
ومع انتشار الأمية العلمية من جهة، والانطلاقة السريعة لمجتمع المعلومات وانعكاساته على طرائق اكتساب المعرفة عن طريق استخدام الإنترنت، أتاح هذا التغيير الفرصة لأي فرد منا متابعة أي قضية يشارك فيها العلم، وسمح بالوصول الفوري لأي معلومات أو بيانات أو أدلة متاحة من المصدر مباشرةً أيضًا، وليس مجرد جمع آراء وأصداء إعلامية، ليستدعي ذلك منا الحاجة لامتلاك القدرة على التدقيق في كل شيء بدءًا بالمعلومة نفسها وانتهاءً بالمصدر (2)، وهو ما جعل من الاعتقاد بمحدودية المحتوى المفاهيمي للعلم واقتصاره على حالاتٍ معينة، لا كونه جزءًا من حياتنا اليومية اعتقاد خاطئ لم يعد يتناسب مع طبيعة مجتمع المعرفة (1)، مما أدى إلى حدوث شرخٍ في الفهم بين العلم وتطبيقاته (2)، وحصرها بالمختبرات والعلماء والتجارب البحثية، ليُطرح في الآونة الأخيرة التفكير العلمي بوصفه تصحيحًا لهذا التصور الخاطئ، ووسيلة لردم الفجوة بين العلم التجريبي والجانب الواقعي منه، بوصفه تطبيقًا لأساليب أو مبادئ البحث العلمي والتفكير المنطقي واكتساب مهارات حل المشكلات، عبر صياغة الفروض والنظريات واختبارها والتحقق من صحتها في سبيل اكتساب المعرفة ومراجعتها باستمرار (3).
وحتى يتمكن الفرد من ممارسة التفكير العلمي خلال حياته لا بد أن يكون له عقل علمي يتمتع بمجموعة من العادات العقلية تمكنه من الفهم العميق للمعرفة، وكشفت الدراسات عن أهم العادات العقلية التي يمارسها العلماء في تحليل وفحص القضايا والادعاءات، أبرزها الانفتاح والتشكيك والموضوعية والفضول، ليؤدي التفاعل بينها إلى ما يسمى "بالموقف العلمي" أي عدم قبول أي فكرة أو نتيجة أو قرار أو حل يدعيه شخص ما فقط لكونه شخصية معينة، بل بالتحقق من صحته وفقًا لأدلةٍ ومعطياتٍ هذا الادعاء (1)، ويتطلب ذلك مهارات الاستقصاء والتجريب وتقييم الأدلة (3) التي تكشف عن أهمية التفكير العلمي في حياتنا، بوصفه ممارسة يومية تمكننا من تكوين موقف علمي تجاه أي ادعاء، وتساعدنا على تقليل هامش الخطأ عند اتخاذ قرارتنا وتكوين قناعاتنا.
المصادر:
2. Duggan S, Gott R. What sort of science education do we really need? International Journal of Science Education. 2002;24(7):661–679.
Available From: هنا
3. Zimmerman C. The development of scientific thinking skills in elementary and Middle School. Developmental Review. 2007;27(2):172–223.
Available From: هنا