صناعة الرياضة

يُعد الاستثمار في المجال الرياضي من أكثر مصادر الربح في العالم، فالرياضة اليوم مصدر إيراد كبير جدًّا لمعظم الدول، وجزء مهم من الاقتصاد، مما جعلها تتحول من هواية إلى صناعة بارزة في مجالات الاستثمار، خاصة كرة القدم التي تموضعت في قمة هذا المجال، كونها أوسع الرياضات انتشارًا وأكثرها قدرة على استقطاب المتابعين من جميع أنحاء العالم، إضافة إلى وجود انتماءات حقيقية للفرق والأندية فيها.

بدأ دور الرياضة في الاقتصاد بالبروز منذ بدايات القرن العشرين مع ظهور النشاطات الرياضية العالمية، مثل كأس العالم لكرة القدم الذي استقطب المشاهدين من كل أنحاء العالم (1).

أصبح القطاع الرياضي مجالًا مرغوبًا جدًّا للاستثمار، الأمر الذي دفع كثيرًا من الدول المتقدمة لاستغلال هذا المجال وتطوير السياحة الرياضية من أجل زيادة تدفق العملات الأجنبية إليها (1).

تُعَد رياضة كرة القدم الأكثر شيوعًا والأكثر إيرادًا كونها محورَ الاهتمام والأكثر رغبة مقارنة بغيرها من الألعاب الرياضية (2).

وفقًا للأبحاث التي أجرتها شركة statista المتخصصة بالإحصائيات بلغ إجمالي إيرادات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA قُرابة 5.7 مليارات يورو من موسم 2004 إلى موسم 2020 (2).

أما فيما يخص الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA فقُدِّرت إيراداته ب 766 مليون دولار أمريكي في الفترة المحصورة بين عامي 2003 و 2021 وفقًا لإحصائية الشركة نفسها (2).

ومع التوسع الذي لاقاه المجال الرياضي ظهرت بعض الظواهر الجانبية التي رافقت الأحداث الرياضية، ومن أبرزها الرهان والمقامرة على المباريات، إذ تُعَد الرهانات في أثناء الأحداث الرياضية ظاهرة حديثة نسبيًّا (3).

شهدت المراهنات تغييرًا مهمًّا في منتصف التسعينيات، إذ تحولت من الرهانات المقتصرة على الفرد كما كانت سابقًا إلى مراهنات جماعية على الفرق الرياضية أو نتائج أحداث رياضية كاملة كالمباريات (3).

إضافة إلى التطور التقني الذي لاقاه هذا المجال مما شجّع بعض وكلاء المراهنات لمواكبة هذا التطور وجعلها متاحة عبر الهاتف ثم الإنترنت، الأمر الذي أدى إلى انتشارها انتشارًا أوسع (3).

مع مرور الوقت يستمر سوق المراهنات الرياضية بالتوسع مما يجعل الرهانات عاملًا مساعدًا ومشجعًا لمشاهدة الألعاب الرياضية والسباقات، فأصبحت على نحو متزايد جزءًا من تجربة المعجبين باللعبة (3).

هكذا نجد أن الأحداث الرياضية العالمية من أبرز مسببات العولمة التي أزالت الحواجز بين البلدان، وتُعَد فرصة كبيرة لتحدي الهياكل الاجتماعية المتداولة والمنتشرة في أنحاء العالم (1).

المصادر: