علم النفس > القاعدة المعرفية
اضطراب قلق الانفصال
قلقُ الانفصال (Separation Anxiety) هو الشّعور بالقلق الشديد الذي يحدث مع حالة أو توقّعِ ترك المرافق الأساسيّ للشّخص، وهذا المفهوم الذي يقوم أساسًا على نظريّة التعلّق (هنا) هو في الواقع استجابةٌ تكيفيّةٌ تضمن استمراريّة الرّعاية من خلال تجنّب الابتعاد عن مصدر الرّعاية والاهتمام، والشخصيّة التي يرتبط بها ارتباطًا وثيقًا هي التي تربطها بالفرد علاقةٌ اجتماعيّةٌ وعاطفيّةٌ دائمة، وغالبًا ما تكون أحد الوالدين أو مسؤولَ الرعاية أو الزوج.
ويعد قلق الانفصال جزءًا من عمليّة النموّ الطبيعيّة بين سنّ 1 و 3 سنوات، لكنّه يأخذ شكلَ اضطراب القلق الانفصال عندما يسير في منحًى غيرِ متوافقٍ مع النّاحية التطوريّة للفرد في الأعمار الأكبر من ذلك، وقد كان هذا التعريف منطبقًا على الأطفال فحسب، لكن في عام 2013 توسّع ليشمل البالغين أيضًا.
تؤثر عديد من المكونات في زيادة احتمال الإصابة بهذا الاضطراب، بدءًا من الاستعداد الوراثيّ والعوامل البيئيّة التي يمكن إدراج بعضها للبالغين والأطفال وفق الآتي:
- فقدان الوالدين في مرحلة الطفولة.
- غياب الوالدين لأوقات طويلة.
- الصراعات الأسريّة.
- الحماية الأبويّة المفرطة أو النوم بجانب الطفل في أعمار متقدّمة.
- الإفراط في تناول الكحول والإدمان عند الوالدين.
- اضطرابات الحياة والمشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
- الأمراض المزمنة عند البالغين.
- الاضطرابات النفسيّة الأخرى.
- جنس الإناث
- القلق بشأن الانفصال عن المنزل أو عن الشخصيّات المتعلَّق بها، وغالبًا ما يظهر كنوبات غضبٍ عند الأطفال.
- القلق من الأذى الذي قد يلحق بالشخصيّات التي يُتعلق بها.
- القلق بشأن الأحداث التي تسبّب الانفصال (مثل الاختطاف).
- رفض الذهاب إلى المدرسة أو العمل أو مغادرة المنزل خوفًا من الانفصال.
- الخوف من أنْ يكون وحيدًا في المنزل أو دون الشخصيّة يُتعلق بها.
- إحجام أو رفض النوم بعيدًا عن المنزل أو دون الشخصية التي يُتعلق بها.
- كوابيس الانفصال.
- الأعراض الجسديّة مثل الصداع والغثيان والإقياء وآلام المعدة أثناء أو قبل الانفصال.
وقد يسبّب هذا الاضطراب كثيرًا من الضيق لدى كلٍّ من الطفل والوصيّ عليه، بما في ذلك القلق المفرط والضيق الاجتماعيّ ومشكلات النوم كالكوابيس والتبوّل في الفراش ومجموعةٌ متنوّعةٌ من الأعراض الجسديّة الأخرى كذلك فإن تغيّب الأطفال عن المدرسة يؤدي في كثيرٍ من الأحيان إلى ضعف الأداء الأكاديميّ والعزلة الاجتماعيّة، وإذا لم يُعالج، فقد يؤدي أيضًا إلى اضطراباتٍ نفسيّةٍ أخرى في مرحلة البلوغ (1).
ويرتبط هذا الاضطراب عند البالغين بزيادة خطر الإصابة باضطرابات القلق والمزاج الأخرى، بما في ذلك اضطراب الهلع ورهاب الخلاء والوسواس القهريّ واضطرابات تعاطي المخدرات، كذلك فإنّ 44% من مرضى الاكتئاب قد يُظهروا شكلًا من أشكال اضطراب قلق الانفصال، والعلاج التقليدي للاكتئاب عند هؤلاء المرضى قد أبدى عدم فعاليّته مقارنةً بالمرضى الآخرين.
ويشكّل العلاج النفسيّ السلوكيّ المعرفيّ (هنا) الخطّ الأوّل للعلاج عند الأطفال والبالغين لهذا الاضطراب، وتدريب الوالدين مهمٌّ أيضًا لتوفير الدعم العاطفيّ للأطفال وتشجيع الثقة بالنفس والاستقلاليّة. عندما تكون أعراض اضطراب قلق الانفصال شديدةً أو مستمرّةً على الرغم من العلاج السلوكيّ المعرفيّ، يمكن التوصية بمضادّات الاكتئاب إضافة إلى العلاج النفسيّ وذلك تحت إشرافٍ طبيّ. ومع ذلك، لم يُسمح بهذه الأدوية لدى الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 6 سنوات.
المصادر:
2. Patel AK, Bryant B. Separation anxiety disorder. JAMA [Internet]. 2021 [cited 2022 Jul 23];326(18):1880. Available from: هنا
3. Feriante J, Bernstein B. Separation Anxiety. In: StatPearls [Internet]. StatPearls Publishing; 2022.Available from: هنا