الاقتصاد والعلوم الإدارية > العلوم الإدارية
التصنيع المرن Lean Manufacturing
يبدو واضحاً لرواد الأعمال أن الغاية الرئيسة لهم هي تحسين كفاءة العمليات وتعظيم الأرباح وتقليل الخسائر، ونظراً إلى طبيعة بيئة الأعمال المعقدة والمتقلبة باستمرار فإن بقاء المؤسسات في سوق العمل يعتمد في النهاية على الاستجابة على نحوٍ منظم ومستمر لهذه التغييرات لتعزيز قيمة السلعة/الخدمة، ومن المفاهيم المهمة لتحقيق تلك الغاية هو مفهوم التصنيع المرن (1).
تُعرف الجمعية الأمريكية للجودة ASQ التصنيع المرن (الرشيق) على أنه نظام يضم مجموعة أنشطة وممارسات لإدارة العمليات الإنتاجية أو الخدمية بهدف تحسين كفاءة العمليات وفعاليتها وتقليل الهدر وإزالة الأنشطة غير ذات القيمة المضافة (2). وتعد الشركات اليابانية وعلى رأسها شركة تويوتا أول من أطلق مفهوم التصنيع الخالي من الهدر، وتوصف شركة تويوتا على أنها أكثر الشركات كفاءةً في أنحاء العالم إذ باتت تضع المعايير لأفضل الممارسات فيما يخص التصنيع الرشيق (1).
يمثل الهدر، جميع الأنشطة التي تزيد الكلفة من دون أن تضيف قيمة للمنتج تجعل الزبون يرغب بالدفع لأجله.
وبالتالي فإن تحديد الهدر وإزالته يؤدي إلى الاستثمار الأمثل للموارد وخفض التكاليف وزيادة رضا الزبون وزيادةٍ في الأرباح (3).
يمكن تقسيم أنواع الهدر كما يلي:
1. الإفراط في الإنتاج: كميات أكبر من طلبات الزبائن، أو الإنتاج مبكراً جداً قبل حين الطلب.
2. عيوب في السلع: تؤدي إلى هدر الموارد، وتأخير في تقديم الخدمات/السلع، وزيادة تكاليف إرجاع المنتج وتدويره.
3. زيادة حجم التخزين: من المرجح حدوث عيوب مخفية في المخزون الضخم لا يمكن كشفها، إضافة إلى زيادة تكلفة التخزين وخسائر في تجميد رؤوس الأموال.
4. النقل ومناولة المواد: تتضمن جميع التحركات التي لا تعطي قيمة مضافة ومن شأنها أن تزيد التكاليف وزمن الإنتاج والتسليم إضافة إلى احتمال حدوث ضرر للمواد المنقولة.
5. الانتظار: ينتج هذا النوع من الهدر بسبب التدفق غير الفعال للسلع نتيجة تأخيرات صغيرة بين العمليات المتسلسلة، يمكن استغلال فترة الانتظار بإجراء الصيانة للأقسام المتوقفة وعدم المتابعة في الإنتاج الزائد.
6. الحركة الزائدة: ينتج هذا النوع من الهدر بسبب التصميم غير الملائم لبيئة العمل مما يؤدي إلى تبطيء العاملين، وتتضمن جميع الحركات الجسدية غير الضرورية مثل مشي العاملين بين الأقسام بحثاً عن أداةٍ ما.
7. المعالجات الزائدة أو غير الملائمة: يأتي هذا النوع من الهدر نتيجة الإضافات الزائدة التي لن يُفرّق الزبون بين وجودها وعَدَمه، أو تطبيق حلول معقدة للإجراءات البسيطة (3).
إن الإزالة المستمرة لجميع مسببات الضياع أو الهدر في العمليات عن طريق التحسين المستمر يؤدي إلى حزمة من الفوائد (4) منها رفع مستوى جودة السلع/الخدمات ومنع العيوب، وتخفيض زمن دورة الإنتاج وزيادة كفاءة العمليات وفعاليتها في إنتاج الخدمات وتقديمها، والحد من الأنشطة غير ذات القيمة المضافة، وخفض مستويات المخزون في جميع مراحل العملية، ولاسيمّا المخزون في أثناء الصنع (WIP) بين مراحل الإنتاج، وتقليل التكاليف، وتحسين إنتاجية العاملين، وأخيراً زيادة القدرة التنافسية للمؤسسة.
وعلى الجانب الآخر، فإن مقاومة المؤسسة تغيير مفاهيمها الإدارية التقليدية وعدم وجود خبرة في التنفيذ ونقص التدريب الكافي إضافة إلى قلة الموارد المتاحة والكافية لتطبيق البرنامج تؤدي إلى صعوبة التطبيق لدى بعض المؤسسات مما ينعكس سلباً عليها (5,6).
إن الصعوبات المرافقة لتطبيق مفهوم التصنيع المرن والآثار السلبية المترتبة على ذلك، سوف تؤدي إلى خسائر عديدةٍ أو حتى فشل الشركات، وقد تتجلى السلبيات في:
1. التركيز على الأدوات والعمليات وعلى النقيض من ذلك إهمال الجانب البشري (7).
2. لا يتوفر في جميع الدول الضمان الوظيفي للعاملين كما الحال في اليابان، وبالتالي فإن التصنيع المرن قد يسبب خسارة بعضهم لوظائفهم (8).
3. خوف العاملين من خسارة وظائفهم سوف يؤدي إلى إعاقتهم تطبيق مفهوم التصنيع المرن (7).
4. يمنع التناوب الوظيفي للعاملين من تعميق خبراتهم في مجال معين بسبب تنقلهم في عدة شواغر وظيفية في حال التصنيع المرن (8).
5. بيئة عمل متوترة وغير مريحة للعاملين وحتى روتينية لا تسمح بالإبداع (9).
6. سوف يؤدي التصنيع حسب الطلب إلى توقف الإنتاج إذا ما تأخرت عملية شحن المواد الأولية من الموردين (8).
7. يؤدي الطلب عند الاحتياج وتقليل المخزون إلى زيادة تكاليف النقل من الموردين في كل مرة تحتاج قطعة ما (10).
8. لتلبية الطلبات في الوقت المحدد سوف تضطر الشركات إلى تشغيل المعدات والآلات بكامل سعتها التشغيلية مما يعرضها لخطر التعطل أو التوقف (9).
9. إزالة زمن الانتظار بوصفه من أنواع الهدر قد يلغي المساحة الزمنية المتاحة للعاملين للتفكير والتحسين (10).
يعد التصنيع المرن فلسفة متكاملة لإدارة العمليات التي تعتمد على التدفق المستمر للسلع/الخدمات والسحب حسب الطلب، إذ يجري التخلص من الإجراءات التي لا تضيف قيمة للزبون والاستفادة القصوى للموارد وبأقل العيوب وبأسرع استجابة ممكنة لمتطلبات الزبائن المتغيرة. في حين أن التصنيع المرن قد لا يلائم جميع المؤسسات وقد يسبب فشلها في حال سوء الفهم أو عدم التطبيق المناسب، فعلى إدارة المؤسسة الراغبة في اتباع نهج التصنيع المرن تحديد مدى ملاءمتها واستعدادها لذلك وتأمين ما يلزم قبل البدء بالتطبيق.
المصادر:
2. What is Lean? Lean Manufacturing & Lean Enterprise | ASQ [Internet]. Asq.org. 2022 [cited 6 August 2022]. Available from: هنا
3. Arunagiri P, Gnanavelbabu A. Identification of Major Lean Production Waste in Automobile Industries using Weighted Average Method. Procedia Engineering; 2014;97:2167-2175. Available from: هنا
4. Marinelli M, Deshmukh AA, Janardhanan M, Nielsen I. Lean manufacturing and Industry 4.0 combinative application: Practices and perceived benefits. IFAC-PapersOnLine [Internet]. 2021;54(1):288–93. Available from: هنا
5. Pedersen ERG, Huniche M. Determinants of lean success and failure in the Danish public sector. International Journal of Public Sector Management [Internet]. 2011;24(5):403–420. Available from: هنا
6. Maware C, Parsley D. The Challenges of Lean Transformation and Implementation in the Manufacturing Sector [Internet]. 2022;14(10):6287. Available from: هنا
7. Parker S. Longitudinal Effects of Lean Production on Employee Outcomes and the Mediating Role of Work Characteristics [Internet]. Journal of Applied Psychology; 2003;88(4), 620–634. Available from: هنا
8. Chen H, Lindeke R, Wyrick D. Lean automated manufacturing: Avoiding the pitfalls to embrace the opportunities [Internet]. Assembly Automation; 2010; ;30(2), 117–123. Available from: هنا
9. Sawhney R, Subburaman K, Sonntag C, Rao P, Capizzi C. A modified FMEA approach to enhance reliability of lean systems [Internet]. International Journal of Quality and Reliability Management; 2010;27(7), 832–855. Available from: هنا
10. Gibbons P, Kennedy C, Burgess S, Godfrey P. The development of a lean resource mapping framework: introducing an 8th waste. International Journal of Lean Six Sigma [Internet]. 2012;3(1), 4–27. Available from: هنا