الروبوتات؛ فكرة الآلهة القديمة

أصبح مصطلح "روبوت" شائعًا في يومنا هذا إذ احتلت الروبوتات دورًا اساسيًا في عصرنا ومن المُتوقَّع أن تؤدي دورًا أكبر في المستقبل القريب (1).

ولكن متى بدأت فكرة الروبوتات بالظهور؟

قد تستغرب عزيزي القارئ إذا علمتَ أن فكرة الروبوت ليست وليدة القرن العشرين أو الحادي والعشرين، إنما تمتد جذورها إلى حضارات سحيقة كالحضارة الإغريقية  والمصرية  والصينية  وغيرها من الحضارات (2,3).

ويعودُ أول ذِكرٍ لآلة ذاتية الحركة في الأساطير القديمة إلى عام 1300 قبل الميلاد في مصر، إذ ذُكر أن "أمنحوتب" ابن "هابو" إله الشفاء بنى تمثالًا متحركًا على هيئة "ممنون" ملك إثيوبيا يُنشَّطُ بشروق الشمس ويعزِفُ الموسيقا (3,4).

أما الروبوتات الميكانيكية القادرة على المشي  والتكلم مثل البشر فيمكن إيجاد الأفكار الأولية لها في الأساطير الإغريقية وتحديدًا في أسطورة هيفيستوس (Hephaestus) إله البراكين والنار وإله الحرفيين أيضًا؛ الإبن المنفي لزيوس وهيرا (3).

فإضافة إلى كلبيه الميكانيكيين والعبيد المصنوعين من الذهب صنعَ "هيفيستوس" الروبوت النحاسي "طالوس"  ليؤدي مهامًا؛ كالدفاع عن جزيرة كريت ضد الأعداء وحلِّ الخلافات بين الناس ونقلِ أوامرِ الملك لأتباعه (3).

يعطينا هذا الروبوت فكرةً  واضحةً عن تصوُّرِ الإغريق للروبوتات والغاية منها التي لا تختلف كثيرًا عن رؤيتنا الحالية لاستخداماتها (3).

وبالانتقال من الإغريق إلى الصينين فإننا نجد أن هناك مصادر عدة تُظهِرُ وجودَ الآليات الذاتية الحركة فيها كالخيل الخشبي الذي صنعه أحد المهندسين في حقبة الملك سوتسي (su Tse) سنة 500 قبل الميلاد.

وفي فترة بين (569-618م) أمرَ إمبراطورٌ صينيٌ يدعى يانغ مهندسيه ببناء روبوتٍ خشبي يشبه أحد أتباعه لكي يبقى بجواره، ففي داخل هذا الروبوت الخشبي آلاتٌ تمكنه من القيام والجلوس والانحناء لأداء طقوس العبادة أيضًا (3).

وُثِّقَ أيضًا أن العرب صنعوا آلياتٍ ذاتيةَ الحركة، إذ ابتكر الجزري (1136-1206 ميلادي)، وهو مهندس عربي، آلةً موسيقيةً ميكانيكية ذاتية الحركة، وهي عبارة عن قاربٍ يحتوي أربعة موسيقيين آليين يطفو على بحيرة، استُخدِمَ للترفيه عن الضيوف في حفلات الشرب الملكية ويعزفُ العازفون إيقاعاتٍ مختلفةً عندما تتحرك أوتادهم في البحيرة (3).

المصادر: