الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية
(القبار - Capers)؛ كنزٌ نباتي
(نبات القبار - Capparis spinosa L) أو (الكابر - Caper) هو شُجيرة شوكية معمّرة تنتمي لعائلة (Capparaceae) لها أوراق سميكة وأزهار كبيرة، ولونها يتراوح بين الأبيض والأبيض الوردي. تتحمل الملوحة وتُقاوم الجفاف، ويصل ارتفاعها إلى ما يقرب 4 أمتار في الطقس الدافئ والجاف، وقد تمتد جذورها إلى ما يقرب 6 - 10 أمتار (1). تنمو كثيرًا في المناطق القاحلة البرية في آسيا وإفريقيا والمملكة العربية السعودية وأوروبا و - خاصة - في حوض البحر الأبيض المتوسط. تُزرع في الوقت الحاضر على نطاق واسع في دول البحر الأبيض المتوسط كتركيا والمغرب وفرنسا وإسبانيا وغيرها (2).
يُستهلك منها - أساسيًّا - براعم الزهور غير الناضجة والثمار، إضافة إلى استخدام أجزاء مختلفة منه في الطب الصيني التقليدي والإيراني والباكستاني والعربي (2).
القيمة الغذائية للقبار:
يحتوي على نسبة ضئيلة من الدهون والسعرات الحرارية، ويعدّ مصدرًا جيدًا للألياف والفيتامينات كـ (B1 وB3 وB6 وB9)، وتحتوي البراعم المزهرة على كمية جيدة من فيتامينات (A وC و K). إضافة إلى غناها بالمعادن كالكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والفوسفور والمغنيزيوم والزنك والمنغنيز، إذ تؤدي دورًا مهمًا للغاية في الأنشطة الاستقلابية (الأيضية) في الجسم (1).
القيمة الغذائية لملعقة صغيرة (8.6 غرام) من القبار المُعلّب (3):
المواد الكيميائية التي تُكسب النبات فوائده الطبية:
- يحتوي على مكونات كثيرة نشطة حيويًا كـ(القلويات - alkaloids) و(الستيروئيدات - steroids) و(التوكوفيرولات - tocopherols) و(الفلافونويدات - flavonoids) كـ(الروتين - Rutin) و(الكيرسيتين - quercetin) وغيرهم، وقد بيّنت عدة أبحاث أن أزهار القبار تعدّ مصدرًا قيّمًا للبوليفينولات والأحماض الفينولية كـ(حمض الغاليك - Gallic acid) و(حمض البروتوكاتيكويك - Protocatechuic acid)، وأيضًا للأحماض الدهنية كـ(حمض السالسيليك - Salicylic )acid وحمض البنزويك Benzoic acid) (1,2).
- ويعود الفضل إلى الفلافونويدات في معظم خصائص هذا النبات الطبية بصفتها مضادات للأكسدة؛ إذ تُساعد على تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وتعزيز صحة الإنسان، إذ يقوي الروتين الشعيرات الدموية، ويمنع تكوين تكتلات الصفائح الدموية في الأوعية الدموية، ويقلل مستوى البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL (الكوليسترول السيء) (4).
- أما الكيرسيتين - في البراعم غير الناضجة لزهور النبات - فقد ثبت أنه ينشط البروتينات اللازمة لنشاط الدماغ والقلب ويمكنه تنظم البروتينات الضرورية للعمليات الحيوية مباشرةً كضربات القلب والتفكير والتقلص العضلي والوظيفة الطبيعية للغدة الدرقية والبنكرياس والجهاز الهضمي بسبب قدرته على تعديل قنوات أيونات البوتاسيوم، التي تؤثر تأثيرًا كبيرًا في صحة الإنسان، وأي خلل فيها يرتبط بعديد من الأمراض الشائعة كمرض السكري وعدم انتظام ضربات القلب والصرع (5).
الفوائد الصحية المحتملة للقبار:
- مضاد لداء السكري: بيّنت دراسات عدة أن للقبار تأثيرًا خافضًا لسكر الدم وشحومه، وذلك بتقليل امتصاص الكربوهيدرات في الأمعاء الدقيقة، وتثبيط (تخليق السكر - gluconeogenesis) في الكبد، وتعزيز امتصاص الأنسجة للغلوكوز، وتجديد خلايا بيتا (6). ففي إحدى الدراسات التي أُجريت على مرضى مصابين بداء السكري من النوع الثاني، انخفض لديهم مستوى (سكر الدم الصيامي - fasting blood glucose) و(الهيموغلوبين السكري - glycosylated hemoglobin) انخفاضًا ملحوظًا بعد تناولهم كمية معينة من مستخلص ثمار القبار يوميًا مدة شهرين (4).
- مُخفّض للكوليسترول: اعتمادًا على نتائج إحدى التجارب لمرضى السكري من النوع الثاني، انخفض مستوى الشحوم الثلاثية لديهم لدرجة ملحوظة بعد تناولهم مستخلصات القبار بمعدل 1200 مغ يوميًا دة شهرين. ويُعتقد أن آلية هذا التأثير تكمن في أن القبار يثبط نشاط الأنزيم المُختزل (HMG-CoA reductase) الذي يؤدي دورًا مهمًا في تخليق الكوليسترول (4).
- مضاد للإلتهاب: قلل مستخلص (الهيدروميثانول - Hydromethanol) نسبة 80% للبراعم عند جرعات 200 و400 مغ / كغ التهاب الوذمة حسب التجارب المخبرية بنسبة 52 -69% (1)، وأظهرت دراسة أخرى أن (المستخلص الميثانولي - Methanolic Extract) للبراعم المزهرة قادر على مواجهة الآثار الضارة التي يسببها (السيتوكين - cytokine) المنبه للالتهابات على الخلايا الغضروفية البشرية (7).
- مضاد للفطريات والسرطان: تُنتج بذور القبار نوعين من البروتينات أحدهما (لكتين - lectin) له نشاط تراص دموي، في حين الآخر (غير ليكتين - non-lectin) دون نشاط تراص دموي، وكلاهما له نشاط مُضاد للفطريات. إضافة إلى أن البروتين غير الليكتين يُظهر نشاطًا مضادًا للتكاثر لمجموعة متنوعة من الخلايا السرطانية كخلايا الورم الكبدي وخلايا سرطان القولون وخلايا سرطان الثدي (7).
- مضاد لتسمم الكبد: أظهرت المستخلصات الميتانولية لأوراق وثمار القبار تأثيرًا مهمًا قد يؤدي إلى وقف امتداد تلف الكبد عن طريق زيادة مستويات إنزيمات إزالة السموم في المرحلة الأولى، إضافة إلى ذلك، قلّلت مستخلصات القبار مستويات الإنزيمات الأخرى التي يطلقها الكبد استجابةً للتلف أو المرض كـ(نازعة لهيدروجين اللاكتات - lactate dehydrogenase) (LDH) (1).
ملاحظات مهمة عند استهلاكك القبار:
- مُحتوى النبات من الصوديوم مرتفع أساسًا وعند تخليله أو تعليبه يضاف كميات أكبر من الملح، لذلك يجب توخي الحذر عند تناوله لما لارتفاع كمية الصوديوم المتناولة آثارًا سلبية قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان المعدة، لذلك يفضل استهلاكه ضمن حمية منخفضة الصوديوم (8).
- علاوة على ذلك، يجب التنويه إلى أن مستخلصات القبار استخدمت في صناعة المواد التجميلية، لكن ظهرت عديدٌ من حالات التحسس بسببها (9).
المصادر: