هل تعاني؟ إليك الدواء

يعاني كل منا منذ اللحظة يفتح فيها عينه مواجهًا الحياة، بجميع مراحلها نواجه تحديات مختلفة تأخذ المعاناة نصيبًا كبيرًا منها، ولكن برأيكم ما المعاناة؟ وهل يختلف تعريفها من شخص لآخر؟ والأهم كيف تُعالج؟

يرى أبيقور أن اللذة والألم متضامنان معًا: فغياب الألم هو بذاته متعة. 

ويعتقد أن تراكم الملذات اللحظية الجديدة لا يزيد المتعة، بل هو توسيع الرغبات، ومخاطرة بالاعتماد عليها، لذلك يرى تحمل بعض الآلام أفضل من المتع اللحظية إذا تبع تلك الآلام متعة أكبر، وأما المتعة الحقيقية هي بكون العقل والجسد في سلام (1).

تقدم الأبيقورية علاجًا للمعاناة تتمثل في أربع نقاط:

أولًا: ألا تخافوا الآلهة، وثانيًا: ألا تقلقوا بشأن الموت، أما ثالثًا: ما هو جيد من السهل الحصول عليه، ورابعًا: ما هو سيئ يسهل تحمله (1).

ينصحنا أبيقور بتجنب الجشع والانغماس في الملذات لأنها ستؤذينا على المدى البعيد، وإن الاعتدال في الملذات يقدم حياة هانئة لأن أسلوب حياة صيد المتع يؤدي إلى خيبات كثيرة وفضَّل حياة هادئة بشعار: "إذا كان القليل لا يكفيك، فلا شيء سيكفيك" (1).

أما آرثر شوبنهاور فيعتقد أن الألم والمعاناة الإنسانية يفوقان اللذة والفرح. 

وإن هذه المعاناة ذات فائدة فلو أن نفوس الناس أعفيت من كل مشقة ومتاعب فذلك سيجعلها متغطرسة حمقاء جامحة مصابة بالجنون، ويرى أن توقعات البشرية وآمالها ومخاوفها والرغبات هي مصدر أعظم الآلام (2).

يرى شوبنهاور إذا كان العالم مليء بالمعاناة فيجب أن نجد طرائق للتعامل معها، فهي أمر ضروري لنبقى تحت السيطرة وتساعدنا على النمو، فإذا لم تكن المعاناة موجودة لتُبقينا منشغلين سوف نلجأ إلى الترفيه الذي سيكون أكثر تدميرًا من المعاناة (2).

رأى فريدريك نيتشه أن اللذة والألم يجب ألا يُنظر إليهما على أنهما متناقضان، فالإنسان المبدع والشجاع لا يرى المتعة والألم قيَمًا مطلقة بل ظواهر ثانوية، يرغب كلاهما إذا أراد تحقيق شيء ما. 

وفي المعاناة نرى إمكانياتنا التي لم يُكشف عنها حتى الآن (3).

لخَّص ألبير كامو المعاناة الإنسانية في مقالته الشهيرة «أسطورة سيزيف»، سيزيف الذي يدفع صخرته للأعلى وفي كل مرة يصل إلى القمة يراها تتدحرج للأسفل ويبدأ من جديد (4).

المصادر: