الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
تغذية الأطفال المصابين بالشلل الدماغي
(الشلل الدماغي - (CP) Cerebral Palsy) هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر في قدرة الشخص على الحركة والحفاظ على التوازن والوضعية، وهو أكثر الإعاقات الحركية شيوعًا في مرحلة الطفولة؛ فالشلل ضعف أو مشكلات في استخدام العضلات، يحدث نتيجة نمو غير طبيعي للدماغ أو تلف في الدماغ النامي ممّا يؤثر في قدرة الشخص على التحكم في عضلاته، كذلك فقد يعاني عديد من الحالات ذات الصلة مثل الإعاقة الذهنية، النوبات، مشكلات في الرؤية أو السمع أو الكلام، تغييرات في العمود الفقري مثل الجنف أو مشكلات المفاصل مثل التقلصات (1).
تختلف علامات الإصابة بـ(CP) اختلافًا كبيرًا نظرًا لوجود عديد من أنواع ومستويات الإعاقة المختلفة، لكنّ العلامة الرئيسة التي تشير إلى إصابة الطفل هي التأخر في الوصول إلى معالم الحركة (مثل التدحرج أو الجلوس أو الوقوف أو المشي) (1).
يعاني غالبية الأطفال المصابين صعوبات في التغذية وهم معرضون على نحوٍ خاص لسوء التغذية، ومن الأسباب الرئيسة التي تؤدي لذلك:
- الخلل الوظيفي الفموي البلعومي - (OPD) oropharyngeal dysfunction): يعدُّ مُنتشرًا جدًّا لدى الأطفال المصابين وخاصة الأطفال الأصغر سنًّا والذين يعانون ضعفَ الوظيفة الحركية، يتميز هذا الخلل بوجود اضطرابات في مرحلة واحدة أو أكثر من المراحل الثلاث للبلع (الفم والبلعوم والمريء). تشمل علامات صعوبة البلع: السعال والتنفس والرطب والاختناق وتغير في أنماط الشهية (2).
- الارتجاع المعدي المريئي - (GERD) gastroesophageal reflux disease): يحدث نتيجة ارتخاء عضلة البواب ممّا يؤدي لارتجاع محتويات المعدة وتخريش السطح الداخلي للمريء. يعد التدخل الدوائي أو الجراحي العلاج الرئيس في هذه الحالة إضافةً إلى تغيير نمط الحياة، الذي يعتمد الحفاظ على وضعية مناسبة لتناول الطعام وبعض التعديلات الغذائية، بما في ذلك زيادة سماكة الصيغة السائلة واختيار الصيغة السائلة التي تعتمد على مصل اللبن، بدلًا من الصيغة المعتمدة على الكازئين (2).
- (الإمساك - constipation): تشمل أسبابه عند الأطفال عوامل عصبية وعضلية مثل اضطرابات حركية الأمعاء، واضطراب العضلات وتشوهات الهيكل العظمي، جنبًا إلى جنب مع عدم قدرة الطفل على الحركة لفترات طويلة، فضلًا عن اضطراب العوامل الغذائية، مثل قلة الألياف وضعف تناول السوائل و العوامل الدوائية. على الرغم من أنّ أكثر من 50% من الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يستخدمون الملينات دائمًا غيرَ أنّهم أقل استجابة للعلاج (2).
كيف يمكننا متابعة الطفل ودعمه تغذويًّا؟
قبل البدء في أي تدخل غذائي، يجب تحديد المتطلبات والحالة الغذائية للطفل، وقدرته على تناول كميات كافية من الطعام والسوائل عن طريق الفم.
- قد يشجع استخدام أدوات تناول الطعام سهلة الإمساك في مساعدة الأطفال على إطعام أنفسهم، إضافةً إلى تعديل قوام الطعام وسمك السوائل، لضمان سلامة المجاري التنفسية، وزيادة كفاءة الأكل وتقليل التعب أثناء وجبات الطعام، يمكن أن تكون الوجبات الصغيرة والمتكررة مفيدة أيضًا.
- لا يوجد حاليًا أي دليل يشير إلى أن متطلبات البروتين للأطفال والمراهقين المصابين بـ(CP) تختلف عن تلك الخاصة بنمو الأطفال الطبيعيين. عمومًا يمكن تحسين تناول البروتين من خلال تضمين الأطعمة التي تحتوي عليه في جميع الوجبات مثل اللحوم ومنتجات الألبان والبيض والعدس والبقوليات..
- نظرًا لارتفاع كثافة الطاقة في الدهون (37 كيلو جول أو 9 كيلو كالوري / غرام) مقارنة بالبروتين والكربوهيدرات (17 كيلو جول أو 4 كيلو كالوري / غرام)، فإن إضافة الدهون إلى النظام الغذائي يمكن أن تزيد على نحوٍ كبير استهلاكَ الطاقة في الجسم. من خلال إضافة الدهون والزيوت في أثناء الطهي أو إلى وجبة الطفل، ويمكن استخدام الأطعمة الغنية بالدهون مثل الجوز والأفوكادو (3).
- يجب مراعاة طرق التغذية البديلة إذا كان الطفل يعاني ابتلاع غير آمن أو إذا كانت التغذية غير فعالة و/ أو غير كافية. إذ ينبغي إطعام الطفل من خلال طريق معوي بديل /اتباع التغذية الأنبوبية المعدية أو التغذية بعد البواب/، وتعتمد هذه الطرق على أنابيب مخصصة تصل بين الأنف والمعدة أو الأمعاء دون الحاجة لاستخدام الطريق الفموي (فم، بلعوم، مريء) تفاديًا لصعوبة البلع ومضاعفاتها، وتُستخدم فيها حميات سائلة تعتمد على مغذيات مسبقة الصنع (سوائل تحتوي عناصر غذائية مهضومة جاهزة للامتصاص ضمن علب معقمة) أو وجبات سائلة مُعدة منزليًّا. (3,4).
تصميم الصورة: Alia Sassa
المصادر: