الطب > معلومة سريعة
عندما يرفض العضو المزروع جسمَ المضيف
في زراعة الأعضاء رفض العضو المزروع اختلاط شائع إذ تهاجمه المنظومة المناعية الخاصة في الجسم المضيف، ولكي لا يحدث هذا التفاعل يحاول الأطباء اختيار المتبرعين الأكثر توافقًا أو استخدام الأدوية لتثبيط مناعة المتلقي، لكن هل من الممكن أن يهاجم العضو المزروع جسم المضيف (1)؟
داء الطعم مقابل المضيف(GvHD:Graft versus Host Disease) هو اضطراب جهازي تهاجم فيه الخلايا المناعية الخاصة بالطعم خلايا جسم المضيف؛ إذ تعد زراعة خلايا الجسم المتلقي أجنبية، وهو اختلاط شائع بعد عمليات زرع الخلايا المولدة للدم الجذعية الغيرية (زرع نقي العظم) (2).
عملية زرع خلايا المولدة للدم الجذعية تستبدل خلايا المتلقي المريضة في نقي العظم بأخرى صحية، وتجرى لدى مرضى الخباثات الدموية بالغالب كمرضى الورم النقوي المتعدد واللمفوما والابيضاض النقوي الحاد وغيرها (3).
وداء الطعم مقابل المضيف قد يحدث أيضًا عند زرع الأعضاء الصلبة الغنية باللمفاويات كالكبد أو بعد نقل الدم غير المشعع؛ ولكي يقع الداء يجب أن تنقل خلايا مناعية فعالة من المعطي إلى المتلقي المثبط مناعيًّا، ويجب على خلايا المعطي أن تتعرف على أضداد المتلقي.
ويقسم الداء سريريًّا إلى نمط حاد ونمط مزمن (2).
النمط الحاد: عند زرع نقي العظم المستخلص من شخص آخر يمكن أن تهاجم الخلايا المناعية للزرعة جسم المتلقي خلال 100 يوم بعد الزرع بنسبة 30% إلى 50%، ويتظاهر بآفات جلدية ومشكلات في الجهاز الهضمي واضطرابات في وظائف الكبد، فقد يظهر طفح أو احمرار فقط، وقد يطور فقاعات على الجلد حسب الشدة، وقد يسبب الغثيان والإقياء والنزف الهضمي (4).
في النمط المزمن: تظهر الأعراض بعد 100 يوم من عملية الزرع ويصيب من 60% إلى 70% من مرضى زرع النقي، لكن تظاهرات النمط المزمن أكثر تنوعًا من الحاد إذ تمتد من فقر الدم الانحلالي وسوء الامتصاص والتهاب الأعصاب المحيطية، وقد يؤثر حتى في الرئة، وقد تظهر أعراض جلدية كذلك وغيرها كثير، ويعد الشكل المزمن من داء الطعم مقابل المضيف GvHD ثاني أهم سبب للوفاة خلال سنتين من الزرع، فأول سبب هو نكس الورم الدموي (5).
الوقاية من هذا الاختلاط هي تقليل عوامل الخطر؛ مثل المرضى كبار السن واختلاف الجنس بين المتبرع والمتلقي وعدم التوافق النسيجي بين المتبرع والمتلقي وشدة الوصفة التحضيرية، وأشهر وصفة للوقاية من الداء هي دورة قصيرة من المثيوتركسات والسايكلوسبورين وهي ملزمة لكل مريض زرع نقي عظام غيّري (4).
أما بالنسبة للعلاج ففي النمط الحاد يعتمد على العضو المصاب وشدة المرض وكثافة الدورة الوقائية، فمن الممكن أن يقتصر على تطبيق الستيروئيدات الموضعية وحتى كورس ستيروئيدات وريدية بجرعات عالية، وقد نضطر لمشاركتها مع أدوية الخط الثاني المثبطة للمناعة، وجديرٌ ذكره أن فئة المرضى الذين لا يستجيبون على الستيروئيدات مصحوبة بنسبة وفيات عالية، أما المزمن فالعلاج الثنائي من الستيروئيدات والسايكلوسبورين هو الخط الأول (4,5).
المصادر:
2. Justiz Vaillant AA,Modi P, Mohammadi O. Graft Versus Host Disease [Internet]. U.S: StatPearls [updated 2022 Oct 10; cited 2022 Oct 26] PMID: 30855823. Available from:هنا
3. Bazinet A, Popradi G. A general practitioner’s guide to hematopoietic stem-cell transplantation. Current Oncology [Internet]. 2019 [cited 2022 Oct 26];26(3):187–91. Available from: هنا
4. Aladağ E, Kelkitli E, Göker H. Acute graft-versus-host disease: A brief review. Turkish Journal of Hematology [Internet]. 2020 [cited 2022 Oct 26];37(1):1–4. Available from: هنا
5. Lee SJ, Vogelsang G, Flowers MED. Chronic graft-versus-host disease. Biology of Blood and Marrow Transplantation [Internet]. 2003 [cited 2022 Oct 26];9(4):215–33. Available from: هنا