صناعة العود وعزفه حضارةٌ نُقشت على لائحة التراث الإنساني اللامادي لليونيسكو!

"عودك رنان رنة عودك إلي" كلماتٍ غنتها السيدة فيروز جعلت في مخيلتنا صورةً للعود بشكله المألوف وصوته الدافئ، وفي عامنا هذا عام 2022 أُدرجت صناعة العود والعزف عليه في لائحة التراث الإنساني اللامادي لليونيسكو من تراثنا السوري والتراث الإيراني، إضافة إلى 39 إضافة أُخرى من مختلف الدول، بينها أكثر من عشر إضافات لهذه اللائحة تعود لتراث العالم العربي (1,2).

العود من الآلات الموسيقية التقليدية في سوريا وإيران وتركيا (1,3)، يُصنّع من خشب الجوز أو الورد أو الحور أو الأبنوس أو خشب المشمش ويتميز بصندوقه الكبير الذي له شكل ثمرة الكمثرى وبزنده القصير (1).

وتستغرق عملية صناعة العود وقتًا طويلاً قد تصل إلى خمسةً وعشرين يومًا، وذلك لأنه يعالَج الخشب بالماء والبخار حتى يكتسب قوامه المتين (1).

يحتوي العود على خمسةِ أوتارٍ مزدوجة، ويمكن إضافة وتر سادس، وتُتاح صناعة العود بأحجام ومقاسات مختلفة لتتناسب مع أحجام أجسام العازفين، وكذلك تزين بعضها بالخزف والفسيفساء الدمشقية (1).

العزف على العود يكون عن طريق وضعه على الساق واحتضانه بإحدى اليدين للنقر على الأوتار، واليد الأخرى للضغط على الأوتار، ويؤدي تدريب الأذن وتقنيات الأصابع دورًا مهمًّا في إتقان العزف (1,3).

ومن المهم أن نعرف أن أول منهج للعزف على العود كُتب على يد التركي أودي علي صلاحي بك (Udi Ali Salahi Bey) وذلك في نهاية العهد العثماني، وقد حُفظت هذه العادة عند عديد من الأتراك، وكتب مناهج مطورة شريف محي الدين تارجان وقدري شنكالا، وجولشين يحيى كاسار وغيرهم كثير (3).

وانتقل واقع تعلم العزف على العود من أيدي الحرفيين والعازفين على نحو بسيط إلى تعليم العود أكاديميًّا، فهو يُدرس ضمن المعاهد الموسيقية العُليا والجامعات والكليات الخاصة (1,3).

وجدير ذكره أن معظم الحرفين سابقًا كانوا من الرجال أما الآن فبدأ العنصر الأنثوي بالمشاركة ضمن هذه المجالات الفنية الراقية عزفًا وصناعةً (1,4).

وبما أن العود من الآلات التقليدية السورية فإنه مرافقٌ للأغاني والرقصات والمناسبات التقليدية (1).

وبذلك يكون العود زادنا طربًا وافتخارًا.

المصادر: