تغذية المرأة الحامل - الجزء الأول

تُعدّ سمنة الأمهات عامل رئيس لزيادة الإصابة (بسكري الحمل - Gestational diabetes mellitus(GDM))، والنساء المصابات به معرضات لخطر كبير من مضاعفات الحمل والولادة بما في ذلك العملقة الجنينية Fetal macrosomia، ونقص سكر الدم عند الأطفال حديثي الولادة والولادة القيصرية (1). إضافةً إلى ذلك فإنّ الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات لديهم مخاطر مُتزايدة من السمنة قد يؤدي إلى دورة متوارثة من أمراض التمثيل الغذائي (2). 

بدايةً، من المهم معرفة أن المبادئ الأساسية للأكل الصّحي تتشابه سواء كانت المرأة حاملًا أم لا. لكن في أثناء الحمل من الضروري التركيز على بعض العناصر الغذائية الأساسية والتّأكُّد من حصولهنَّ على الحاجة اليومية منها لتشجيع النمو الصحي. ومع ذلك يحتاج الجسم إلى سعرات حرارية أكثر قليلًا خلال الثلث الثاني من الحمل (3).

التغذية خلال الثلث الثاني من الحمل:

• الحديد: يُشكل جزءًا كبيرًا من هيموغلوبين الدم. في أثناء الحمل، تزداد كمية الدم في جسم الأم بنسبة 50% تقريبًا. تبدأ معظم النساء حملهنَّ دون مخزون كافٍ من الحديد لتلبية المتطلبات المُتزايدة لأجسادِهنَّ، خاصةً بعد الشهر الثالث أو الرابع. إذا كان مخزون الحديد غير كافٍ، فقد تُصاب الأم بفقر الدم وهناك خطرٌ أكبر لحدوث الولادة المُبكرة وولادة طفل منخفض الوزن ووفاة الطفل بعد الولادة والتعب والتهيج والاكتئاب (عند الأم) في أثناء الحمل. إذا كانت الأم مصابة بفقر الدم في وقت لاحق من الحمل، فهناك خطر أكبر لفقد كثير من الدم عند الولادة. كمية الحديد اليومية الموصى بها في أثناء الحمل هي 27 ملليغرام (ملغ). وتشمل مصادر الحديد: اللحم الأحمر والمأكولات البحرية المطبوخة والخضار الورقية الخضراء والمكسرات والفول والعدس والحبوب الكاملة.. الكبد غني بالحديد لكن الأطباء ومعظم أخصائي التغذية ينصحون النساء الحوامل بتجنبه لأنه يحتوي  نسبة عالية من فيتامين A الذي قد يضر الطفل فترة الحمل (3).
• البروتين: في المراحل المتأخرة من الحمل، يجب تناول 1.52g لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًّا لمساعدة دماغ الطفل والأنسجة الأخرى على النمو. وبالتالي يُعدّ ضروري أيضًا لنمو رحم الأم وثدييها. ويتوفر في اللحوم الخالية من الدهن والمكسرات والبيض والأسماك والبازلاء والفاصوليا والعدس (3,4).
• الدهون: يجب أن تُتَناوَل على نحوٍ مُتوازن وأن تكون الدهون الأحادية غير المشبعة أوميغا 3 هي خيارات الدهون الأساسية. تشمل الأمثلة على الأطعمة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة: زيت الزيتون وزيت الفول السوداني وزيت عباد الشمس وزيت السمسم وعديد من المكسرات والبذور (2).
• الكالسيوم: تشير التوصيات إلى أن الحاجة اليومية منه في أثناء الحمل هو 1000mg. يساعد على تكوين عظام الطفل وأسنانه، بالتالي فإنّه يؤدّي دورًا في حسن سير العضلات والأعصاب والدورة الدموية. تشمل الأطعمة الغنية به: منتجات الألبان (الحليب واللبن والجبن المبستر) والبيض والفاصولياء البيضاء واللوز والسردين والسلمون والخضار مثل اللفت والبروكلي (3).
• فيتامين B/ حمض الفوليك: ضروري جدًّا في أثناء الحمل لأنّه يساعد على منع عيوب الأنبوب العصبي، ويقلّل مخاطر الولادة المبكرة، ويقلّل على نحوٍ كبير من خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية -ومع ذلك لا تزال هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات- (3). وتحتاج الحامل 400 ميكروغرام يوميًّا من حمض الفوليك أو الفولات قبل الحمل و 600 إلى 1000 ميكروغرام يوميًّا طوال فترة الحمل. وتُعدّ أفضل المصادر: البازلاء والبقوليات الأخرى وحبوب الإفطار المدعمة والخضراوات ذات الأوراق الخضراء الدّاكنة بما في ذلك السبانخ والملفوف. من الجيد تناول مُكمل حمض الفوليك ما قبل الولادة وقبل الحمل وخلالَه، إذ لا يوجد ضمان بأن الشخص يمكنه الحصول على ما يكفي منه من مصادر الطعام لتلبية الاحتياجات اليومية (3).
• فيتامين D: يساعد على بناء عظام وأسنان الطفل النامية والمدخول الموصى به  في أثناء الحمل هو 600 وحدة دولية (IU) في اليوم. يُمكن للجسم أن يصنَعهُ من الشمس. لا يتوفّر في كثير من الأطعمة الطبيعية، لكن الأطعمة المدعمة مثل الحبوب والحليب تحتويه. تشمل مصادره الغذائية: الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة الطازجة وزيوت كبد السمك والجبنة وصفار البيض والعصائر المدعمة والمشروبات توفّر أيضًا مكملات فيتامين D ويُمكن أن تكون مُهمّة للأشخاص الذين لا يعيشون في مَناخ مُشمس (3).

المصادر: