الطب > مقالات طبية
تقنية الإبر المجهرية.. لبشرة أكثر إشراقاً وجمالًا
الديرمابين جهاز آلي صغير الحجم يشبه القلم أظهر استخدامه في الآونة الأخيرة فائدة علاجية كبيرة في العديد من الحالات الجلدية. وبعدِّه إجراءً طبيًا علاجيًا بالدرجة الأولى وتجميليًا بالدرجة الثانية، فمن الواجب استخدامه حصرًا عن طريق طبيب (1).
يتألف الجهاز من:
1- قبضة يدوية (تحتوي على المحرك ومقياس للتحكم بعمق الإبرة من 0 إلى 1.5 مم).
2- خرطوشة أمان (تتكون من 6 إبر مجهرية مختلفة الأبعاد مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، مُعقمة ومُعَدة للاستخدام مرة واحدة فقط).
3- وحدة تحكم (للتحكم بتواتر ضربات الإبر من 100 إلى 150 هرتز) (2).
مبدأ عمل الجهاز:
تخترق الإبر طبقات الجلد عموديًا وصولًا إلى الأدمة (مع بقاء البشرة سليمة من الناحية الهيكلية) مُحدثةً جروح طفيفة مجهرية، تَتفَعَّل على أثرها سلسلة التهابية كيميائية طبيعية يُطلَق خلالها عوامل نمو خلوية تُحَفِّز تكاثر وتجديد الخلايا وتشكيل لُحمة من خيوط الكولاجين والإيلاستين أكثر إحكامًا ومتانة، وهذا بدوره يُكسِب البشرة مظهرًا نضرًا ومشرقًا (3-1).
استخدامات الجهاز:
خلال الأعوام العشر الماضية، دُرِسَت إمكانية دمج تقنية المايكرونيدلينغ مع تقنيات أخرى لتقديم أفضل النتائج (3).
استُخدِمَت أجهزة المايكرونيدلينغ في البداية لمحاربة شيخوخة الجلد وتجديد شبابه؛ إذ وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA على استخدام بعض هذه الأجهزة ومن بينها الديرمابين في تحسين ندبات حب الشباب وتجاعيد الوجه وندبات البطن لدى المرضى الذين تبلغ أعمارهم 22 عامًا أو أكثر (4).
وحاليًا تُستَخدَم لأغراض واسعة جدًا مثل:
- اضطرابات التصبغ (كالكَلَف) وتوحيد لون البشرة (بالمشاركة مع المُفَتِحات).
- الهالات السوداء.
- توصيل الأدوية لطبقات الجلد.
- فرط التعرق الإبطي (1,3).
- علامات تمدد الجلد (مُشاركة هيدروكسيل أباتيت الكالسيوم المُخَفَّف وفيتامين C مع المايكرونيدلينغ آمنة وفعالة في التخفيف من علامات التمدد البيضاء والحمراء؛ إذ أعطَت نتائج أفضل مما لو اِستُخدِم كلٌّ منها على حدى) (3,5).
- الصلع الوراثي وداء الثعلبة (مُشاركة المايكرونيدلينغ مع البلازما الغنية بالصفيحات PRP أو المينوكسيديل 5% أو الستيروئيدات الموضعية أسفَرَت عن نتائج مرضية أيضًا) (3,6).
يعتمد على أربع جلسات بفارق شهر. مدة الجلسة تختلف من منطقة لأخرى وعادةً تستغرق معالجة الوجه كاملًا من 15 إلى 20 دقيقة. بدايةً يُنَظَّف الوجه ويُوضَع مخدر موضعي لمدة 30 دقيقة ثم يُزال بقطعة قطن مُبَلَّلة بالكحول أو بسيروم ملحي وبعدها يُترَك الجلد ليجف ثم تُحرَّك خرطوشة الإبر بحركات دائرية على سطح الجلد، وبعد الانتهاء يُنَظَّف الجلد بالماء الدافئ والشاش المعقم.
التطبيق الفوري للسيرومات الحاوية على فيتامينات A و C بعد الجلسة مباشرةً يُعَزِّز عملية التئام الجروح ويؤدي لنتائج سريرية ونسيجية أفضل.
يزود الطبيب المريض بتعليمات العناية بالبشرة التالية للجلسة كاستخدام المرطب والواقي الشمسي وتَجَنب التعرُّض للشمس وللمواد الكيميائية المخرِشة لمدة أسبوع.
أظهرت الدراسات تحسنًا ملحوظًا في تجاعيد الوجه وملمس الجلد في اليوم 90 على الجلسة الأولى، ولكن أقصى تأثير كان في اليوم 150. هذا يُوضح التأثير التراكمي لتحريض الكولاجين، مع العلم أن هذه العملية تستغرق حوالي 12 شهرًا حتى تكتمل (2,3).
تتلخص مزايا هذه التقنية العلاجية بأنها:
بسيطة وفعالة وآمنة ويمكن للمريض تحملها مع تكلفة مقبولة نسبيًا وفترة نقاهة قصيرة وحد أدنى من الألم والانزعاج مقارنةً مع الإجراءات العلاجية الأخرى (3-1).
لكن وكما هو الحال مع أي إجراء طبي، فهناك مخاطر مرتبطة باستخدام هذه الأجهزة؛ إذ يمكنها أن تُسَببَ أثارًا جانبية بعضها دائم ولكن أغلبها مؤقت سهل التدبير.
أشيع هذه الآثار الجانبية:
ألم في أثناء الجلسة (الذي يكون بحده الأدنى عند استخدام التخدير الموضعي) وحكّة وحرق وعدم ارتياح وجفاف وخشونة الجلد وتقشره واحمراره ونُزف وكدمات ووذمة خفيفة تتلاشى خلال ساعات.
أمّا الأثار الجانبية الأقل شيوعًا:
فرط أو نقص تصبغ بالجلد وعدوى إنتانية كالقوباء وتضخم بالعقد اللمفاوية والإصابة ثانية بالهربس (هنا يمكن استخدام مضادات الفيروسات الوقائية) والتهاب الجلد التماسي التحسسي (3,4).
موانع استعمال الجهاز محدودة وتشمل:
- حب الشباب الفعال وخاصة الملتهب.
- تناول حالي أو خلال الأشهر الستة الماضية لأحد أدوية حب الشباب الحاوية على مادة إيزوتريتينوين (الريتان).
- إنتان جلدي فعال (جرثومي أو فيروسي أو فطري).
- أمراض جلدية مناعية كالأكزيما أو الصدفية والبهاق.
- وجود تقران شمسي أو ندبات جدرية أو ثآليل أو وحمات أو شامات في منطقة العلاج.
- سوابق إجراء برونزاج قبل الجلسة أو الرغبة بإجرائه في الأسبوعين القادمين.
- نقص أو تثبيط المناعة.
- داء سكري غير مضبوط.
- إنتان جهازي كالتهاب الكبد أو الإيدز.
- اضطرابات التخثر كالناعور.
- تناول الأدوية المضادة للتخثر (المميعات) كالوارفارين والهيبارين والأسبرين.
- وجود ورم خبيث أو التخطيط للخضوع لعلاج كيميائي أو شعاعي في سياق ورمي.
- الحمل والإرضاع.
- حساسية على المخدر الموضعي.
- سوابق حقن الفيلر خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
- إجراء المايكرونيدلينغ بالقرب من مواقع حقن البوتوكس (4-2).
2) Ablon G. Safety and effectiveness of an automated microneedling device in improving the signs of aging skin.The Journal of clinical and aesthetic dermatology [Internet]; 2018 Aug [cited 2022 Dec 5];11(8): 29-34. Available from: هنا
3) Litchman G, Nair PA, Badri T, Kelly SE. Microneedling [Internet]. U.S: StatPearls; [updated 2022 Sep 26; cited 2022 Dec 7]; Available from: هنا
4) Microneedling devices [Internet]. U.S: Food and Drug Administration FDA; 2020 [cited 2022 Dec 5]. Available from: هنا
5) Casabona G, Marchese P. Calcium Hydroxylapatite Combined with Microneedling and Ascorbic Acid is Effective for Treating Stretch Marks. Plastic and Reconstructive Surgery – Global Open. 2017 Sep [cited 2022 Dec 5];5(9):p e1474. Available from: هنا
6) English RS, Ruiz S, DoAmaral P. Microneedling and Its Use in Hair Loss Disorders: A Systematic Review. Dermatology and Therapy. 2021 Dec 1 [cited 2022 Dec 5];12(1):41–60 (2022). Available from: هنا