الطب > معلومة سريعة
وداعًا لجراحات القلب المتكررة
عيوب القلب الخلقية هي مجموعة من التشوهات التشريحية في القلب أو الأوعية الدموية الكبيرة التي تحدث عادةً في أثناء نمو الجنين داخل الرحم. يبقى سبب هذه العيوب غير معروف بدقة، لكن قد تفسر الوراثة متعددة العوامل سبب حدوثها.
وتُصنَّف عيوب القلب الخلقية إلى مزرقة وغير مزرقة وذلك تبعًا لوجود الازرقاق سريريًّا عند المريض، ويُعدّ كلٌّ من تضيق الشريان الأبهر وعيب الحاجز البطيني من الأمثلة لتلك الأمراض (1).
في غالبية الحالات يلجأ الأطباء إلى الجراحة لتدبير هذه العيوب، بإجراء جراحة القلب المفتوح وإصلاح الخلل مؤقتًا، لكن رفض الجهاز المناعي للمريض الموادَ المستخدَمة في الجراحة وكذلك عدم نموِّها مع الطفل يؤدي لفشلها غالبًا وقد يُجبِر المريض لإجراء العملية ذاتها مراتٍ عديدة.
طوَّر باحثون من جامعة بريستول -بتمويل من مؤسسة القلب البريطانية (British Heart Foundation)- لصقات خلايا جذعية لعلاج الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية لتكون هذه اللصقات ثورة في علاج العيوب الخلقية؛ فقد طوَّر البروفيسور ماسيمو كابوتو (Massimo Caputo) النوع الأول منها، وصممها لتجري خياطتها في أثناء الجراحة في منطقة التشوه من قلب الطفل، لتُعزِّز هذه الخلايا الجذعية إصلاح أنسجة القلب من دون أن يرفضها الجسم. إضافة إلى ذلك، فإن لهذه اللصاقات القدرة على التكيف والنمو مع قلب الطفل، ما قد يلغي الحاجة لجراحات القلب المتكررة والإقامة في المشفى لفترات طويلة.
وقد طُبقّت هذه الطريقة في العلاج مسبقًا على الطفل فينلي (Finley) ليكون أول طفلٍ مصابٍ بعيب خلقي في القلب يتلقى نوعًا معينًا من الحقن بالخلايا الجذعية المانحة؛ إذ وُلِدَ فينلي بتشوه يُعرَف بتبديل الشرايين الكبيرة (2)؛ تشوه ينعكس فيه الشريانان الرئيسيان اللذان يحملان الدم من القلب، ما يؤدي إلى ضعف الجريان الدموي وبقائه محتجزًا إما في الجسم من دون أن يصل إلى الرئتين لتزويده بالأوكسجين أو في الرئتين من دون أن يصل الدم المؤكسج إلى الجسم، ولذلك يحتاج هؤلاء المرضى لجراحة مبكرة للبقاء على قيد الحياة (3).
وفي محاولة لإنقاذ هذا الطفل، فقد استخدم البروفيسور كابوتو الخلايا الجذعية وحقنها مباشرة في قلب فينلي في أثناء الجراحة لعلها تساعد في نمو الأوعية الدموية التالفة، وبالفعل فقد نجحت وأعطاه ذلك الفرصة بأن يبلغ عامه الثاني وهو بصحة جيدة.
قد تكون هذه اللصاقات حقًا الأمل الواعد لإنهاء معاناة الوالدين والأطفال، لا سيما أن العمل على تطوير تقنيات أخرى للخلايا الجذعية لا يزال مستمرًا لنتمكن يومًا ما من إصلاح عيوب القلب الخلقية الأكثر تعقيدًا (2).
المصادر:
2. Stem cell plasters to stop children needing repeated heart surgeries [Internet]. Bristol (UK): University of Bristol; 2022 Dec 20 [cited 2022 Dec 22]. Available from: هنا
3. d-Transposition of the Great Arteries [Internet]. Dallas (U.S): American Heart Association; [Last updated 2022 Mar 24; cited 2022 Dec 22]. Available from: هنا