التدريب المفرط…تحسن للأداء أم زعزعة للجسم؟؟

يعتمد البرنامج التدريبي الرياضي الناجح على الإجهاد الفيزيائي مع مراعاة التوازن بين إرهاق التمارين والتعافي، ولتحسين الأداء البدني،غالبًا ما يلجأ الرياضي إلى الإفراط في التدريب تدريجيًا من خلال تكثيف تدريبه البدني (بواسطة زيادة حجم التدريب و/ أو مدته و / أو شدته). 

إذ قد تؤدي التمارين المكثفة إلى انخفاض مؤقت في الأداء، ولكن مع فترة راحة كافية (من أيام إلى أسابيع) يحدث تأثير "التعويض الفائق Super compensatory " ؛ إذ يظهر للرياضي أداءً معززًا بالمقارنة مع تمارين المستوى الأساسي، وتدعى هذه الاستراتيجية " فرط التدريب الوظيفي  Functional overreaching ". 

وباستمرارية هذه التمارين المكثفة ينتقل الرياضي إلى حالة فرط التدريب غير الوظيفي non-Functional overreaching " التي سينتج عنها انخفاضًا في الأداء قد يستمر لعدة أسابيع أو شهور، ومن الممكن أن تتطور حتى متلازمة فرط التدريب (1).

ويشكو المريض بصورة أساسية من ضعف الأداء غير المبرر، ويعتمد التشخيص على القصة السريرية؛ إذ تتضمن أعراض فرط التدريب: التعب، وفقدان الحماس، والأرق، والهيجان، وتراجع الشهية، ونقص الوزن، وضعف التركيز، وعضلات متشنجة بالإضافة للاكتئاب والاستيقاظ دون نشاط أو ارتياح كاملين.

ويمكن التمييز غالبًا بين متلازمة فرط التدريب وفرط التدريب غير الوظيفي  بعد انتهاء الوقت اللازم للشفاء؛ أي التفريق يعتمد على وقت الشفاء وليس على نمط الأعراض أو شدتها (2)؛ إذ يستغرق الشفاء من متلازمة فرط التدريب من شهور إلى سنوات، بينما في فرط التدريب قد يستغرق حوالي أسبوعين (3).

حتى في وقتنا الراهن؛ يبدو أن مسبب هذه المتلازمة هي آلية التهابية جهازية مع تأثيرات عصبية هرمونية شاملة تؤثر في المناعة والمزاج، ونظراً إلى غموض طبيعة هذه المتلازمة فلا يوجد تدابير وقائية مثبتة الفعالية وفق الطب المسند بالدليل، ولكن العناصر الاساسية الحالية للوقاية تتضمن الفحص والتثقيف في هذه المشكلة؛ إذ يجب تثقيف الرياضيين عن مخاطر فرط التدريب، وينصح أيضًا بالتمرين وفق دورات تمارين محددة، وتقليل المنافسات، وتعديل كثافة التمرين وفق الأداء و الحالة النفسية، والتأكد من كفاية مدخول الحريرات و الكربوهيدرات والإماهة، بالإضافة إلى ستة ساعات إراحة على الأقل بين كل جلستي تمرن و مدة نوم كافية (2).

المصادر: