الفنون البصرية > تعرف إلى فن
Photorealism التصوير الواقعي
(التصوير الواقعي-Photorealism)
في أواخر ستينيات القرن الماضي وتحديدًا بين عامي 1968 و1969م كانت حركة (التصوير الواقعي-Photorealism) لا تزال في أطوارها التأسيسية الأولى، إلى جانب حركات فنية أخرى مثل (الفن المفاهيمي-Conceptual art) و(فن البوب-Pop art) و(حركة الفن الحدنوي-Minimalism).
لكن ما ميَّز فن التصوير الواقعي هو رفضه رسمَ اللوحات بأساليب فردية تُتيح التعرف على الفنان فورًا انطلاقًا من الأسلوب المُتبع في الرسم، ولجأت عوضًا عن ذلك إلى التصوير الواقعي الذي يُعيد تمثيل الواقع في اللوحة بأدق التفاصيل الممكنة. التعقيدات البصرية والوضوح الشديد والمتزايد والرغبة في الحياد العاطفي، جميعها عوامل أدت إلى جعل التصوير الواقعي شيئًا عاديًّا ورُبط وشُبِّه بحركة فن البوب (Pop art). (1-3)
وفي حين تمحورت أعمال عديد من الفنانين حول رسم الآلات مثل السيارات والشاحنات، فإن أعمال (أودري فلاك-Audrey Flack) -الأنثى الوحيدة في الحركة الفنية آنذاك بين كثير من الذكور- تركَّزت على تفاصيل الحياة وتغيُّراتها وبذلك أضافت بُعدًا معنويًّا لرسوماتها. أودري من أوائل فناني التصوير الواقعي، إلى جانب (تشاك كلوز-Chuck Close) و(دون إيدي-Don Eddy) و(ريتشارد إستس-Richard Estes) وآخرين. ورغم ظهور أعمالهم بالحقبة ذاتها فإن كلًّا منهم كان يعمل على حدى ويتَّبع نهجًا وأسلوبًا مختلفًا في رسم اللوحات (3).
في عام 1969م افتتح تاجر الأعمال الفنية المولود في بروكلين (لويس كيه مايزل-Louis K. Meisel) معرضَه الخاص في (سوهو-SoHo)، إذ صاغ مصطلح "التصوير الواقعي" الذي ظهر لأول مرة في الطباعة في العام التالي لمعرض متحف ويتني "اثنان وعشرون واقعيًّا". وقد صاغ المبادئ الخمسة للتصوير الواقعي وهي:
1- يستعمل المصور الواقعي الكاميرا والصورة لجمع المعلومات.
2- يستعمل المصور الواقعي وسيلة ميكانيكية أو شبه ميكانيكية لنقل المعلومات إلى قماش الرسم.
3- يجب أن يتمتَّع المصور الواقعي بالقدرة الفنية على جعل العمل النهائي يبدو فوتوغرافيًّا.
4- يجب أن يكون الفنان قد عرض العمل بصِفته مصورًا واقعيًّا بحلول عام 1972م ليُعد أحد المصورين الواقعيين المركزيين.
5- يجب أن يكون الفنان قد كرَّس خمس سنوات على الأقل لتطوير العمل الواقعي وعرضه. (3)
وقد شهدت بداية التسعينيات من القرن العشرين موجة جديدة من الاهتمام في فن التصوير الواقعي، تزامنت مع تطور تكنولوجيا التصوير الفوتوغرافي، الذي أتاح لكلٍّ من الرسامين والنحاتين التركيز على تفاصيل دقيقة كان من الصعب الوصول لها وتشريحها في عقودٍ سابقة (2,3).
في أواخر القرن العشرين فقدَ معظم الفنانين اهتمامهم بتجسيد الواقع على أنه فكرة وتصويره طبق الأصل من صورة فوتوغرافية على قماش، عِوضًا عن ذلك اتَّبع بعض الفنانين من أوروبا وأمريكا ما سُمي ب (الواقعية الفائقة الدقة-Hyperrealism) التي كانت عبارة عن خليط من التصوير الواقعي من حيث الجمالية والأفكار النابعة من الخيال بموضوع اللوحة (3).
المصادر: