فطر لبدة الأسد؛ الفطر العجيب المفضل في آسيا

فطر (لبدة/عُرف الأسد - Hericium erinaceus (HE))، هو فطر مشهور يُستهلك على صورة غذاء، ويستخدم في الطب الصيني التقليدي؛ إذ يحتوي على مكونات مهمة من الناحية الفيزيولوجية كـ(عديدات السكاريد - β-glucan polysaccharides) ومواد أخرى نشطة حيويًا أظهرت خصائص مضادة للسرطان والأكسدة ومُخفّضة لشحوم الدم، إضافة إلى خصائص الحماية العصبية (1). وقد استُخدم أيضًا لعلاج ضعف الإدراك ومرض باركنسون ومرض ألزهايمر والاكتئاب (2). 

الفوائد الغذائية لفطر لبدة الأسد: 

محتوى هذا الفطر عالٍ من الأحماض الأمينية والبروتينات والكربوهيدرات والأحماض الدهنية والفيتامينات والمعادن، مما يكسبه خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات ومنشطة للمناعة، وتحتوي ثماره والميسيليا (الجزء الخضري من الفطر) على كمية كبيرة من المركبات النشطة بيولوجيًا، ومن أهم هذه المركبات:

(هريسينونيس - Hericenones): وهي مركبات عطرية تستخلص من الجسم الثمري للفطر، وتتمتع بخصائص طبية خاصة للأعصاب، ولها أربعة أنواع (C, D, E, H)، وقد أظهرت دراسة أن (hericenone B) أظهر نشاطًا قويًا في منع تراكم الصفائح الدموية التي يسببها الكولاجين عن طريق تثبيط (حمض الأراكيدونيك - Arachidonic acid) مما يشير إلى إمكانية استخدامه في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسكتة الدماغية (2).

(إيريناسينيس - Erinacines): وهي مجموعة من (التربينوئيدات الثنائية - Diterpenoids) من نوع (Cyathane) التي لها خصائص محتملة وقائية للأعصاب (3). 

بروتينات سكرية: عُزل بروتين سكري من الفطر، وقد ثبت أن له تأثيرًا مثبطًا في نمو خلايا سرطان المعدة البشرية، وأظهر نشاط تراص الدم - لكن ليس الانحلالي - في كريات الدم الحمراء في فئران التجربة (3).

السكريات: تتمتع السكريات الموجودة في هذا الفطر بأهمية خاصة بسبب الأنشطة الحيوية التي تُنسب إليها، لذلك هناك دراسات عدة تهدف إلى استخلاصها وتحليلها. ومن هذه السكريات الغالاكتوز والغلوكوز..إلخ، مع العلم أن تراكيزها تختلف من مستخلص لآخر (3).

أشهر الفوائد الصحية من تناول فطر لبدة الأسد:

1- علاج أمراض الجهاز العصبي: وفقًا لدراسات سابقة، فإن عديدًا من السكريات المستخرجة من الفطريات تمتلك خصائص لحماية للأعصاب، وبالنسبة لفطر لبدة الأسد، فقد أظهر أنشطة دوائية مختلفة في الوقاية من الخرف في حالات داء باركنسون وألزهايمر. وأظهر الفطر خصائص وقائية للأعصاب كتسهيل عبور عامل نمو الأعصاب (NGF) وإفرازه، وتنظيم تمايز الخلايا العصبية الكولينية وتطويرها، وفي الآونة الأخيرة، وجد أنه ساعد على تحسين الذاكرة الإدراكية البصرية. لذلك تشير نتائج هذه الدراسات إلى أنه قد يكون لتناول هذا الفطر آثار مفيدة على الأمراض التنكسية العصبية (3).

2- تخفيف أعراض الاكتئاب: وجد أنه يعزز صحة الأعصاب والدماغ. لديه إمكانات كبيرة في علاج الاضطرابات العصبية لاحتوائه على مركبات مغذية للأعصاب يمكنها أن تمر عبر الحاجز الدموي الدماغي. وهناك مركبات أخرى أظهرت نشاطًا مضادًا للالتهابات تخفف الاكتئاب المرتبط بالالتهاب، وبيّنت الدراسات أنه يخفف الاضطراب الاكتئابي كثيرًا عن طريق تعديل المسارات العصبية والمضادة للالتهابات، مما يعني إمكانية استخدامه بديلًا لعلاج الاكتئاب (2).

3- خصائص مضادة للأكسدة وارتفاع سكر الدم: أظهرت دراسة أن إعطاء المستخلص المائي من الفطر (100-200 مغ / كغ من وزن الجسم) للفئران المصابة بداء السكري مدة 28 يومًا أدى إلى انخفاض كبير في مستوى الغلوكوز في الدم، وزيادة في مستوى الأنسولين والدهون في الدم، وقد ترافقت هذه النتائج مع زيادة نشاط الإنزيمات المضادة للأكسدة كـ(الكاتلاز - Catalase)، مما يعني أن آلية التأثيرات المعززة للصحة قد تكون نتيجة لتثبيط عوامل الإجهاد التأكسدي (ROS). وفي دراسة أخرى، تبيّن أن تناول (H. erinaceus) بجرعة 200 مغ / كغ من وزن الجسم أدى إلى انخفاض كبير في الكوليسترول الكلي في البلازما، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL)، ومستوى الدهون الثلاثية ومؤشر تصلب الشرايين وزيادة نسبة البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL) (3).

المصادر: