علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث
فضيلة الاستسلام
فضيلة الأستسلام
لطالما كان الأنسان يعتبر بعض العبارات مثل " لا تستسلم " و " أنهي ما بدأت " من الفضائل التي يجب أن يتحلى بها أي شخص في الحياة لكن الوضع المتغير والضغوط التي يتعرض لها الشخص في حياته تتطلب وضعا مغايرا وأكثر ديناميكية تجعله يتخلى عن تلكالأهداف الكبرى على مستوى الحياة الشخصية والعمل وذلك من خلال اختيار الزمن والطريقة المناسبين حيث يجب أن يتمتع بالبصيرة والشجاعة والثقة الكافية للتخلي عن أهدافه صعبة المنال واختيار أهداف ومشاريع أكثر منطقية ونجاح .
يبقى السؤال متى يجب التخلي عن تلك " الأحلام " والانتقال لأهداف جديدة ؟ متى يجب أن نتخلى عن علاقاتنا ، عن مسارات عملنا التي تسبب لنا الكثير من المتاعب ؟
توقيت و طريقة الاستسلام :
من الصعب التخلي عن هدف نملك الحماسة اتجاهه لكننا لا نملك القدرة لتنفيذه بعكس الأهداف التي نفقد شغفنا نحوها وتصبح الأمور أكثر تعقيدا عندما يكون أحد المقربين يراهن على تحقيق ذاك الحلم ما يتتطلب منا دراية جيدة بديناميكيات العلاقات من أجل اتخاذ مثل ذلك القرار . ومن الأخطاء التي يرتكبها الشخص عادة هي الانسحاب المبكر أو المتأخر على حدا سواء و يعتبر توقيت الأنسحاب من الأمور صعبة التحديد لذلك القاعدة التي يجب أتباعها هي ضرورة التخلي عن هدف ما لا يحقق أي تقدم رغم بذل جهد جوهري من أجل تحقيقه ما يعني أنه عندما تصبح الأمور أكثر صعوبة في العمل أو العلاقة أو المدرسة يجب علينا أن نبذل جهدا مضاعفا لكن في حال عدم حصولنا على نتيجة رغم هذا الجهد الكبير بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة فهنا يجب علينا أن نفكر بالتخلي عن هذا الهدف والتفكير بشئ جديد . وبهذا الصدد سوف أطرح ثلاث عوامل مؤثرة يجب الأنتباه لها عند الأستسلام :
1- أختيار أمر آخر : من السهل اختيار هدف أو مسار أخر من أجل تحقيقه بدلا عمن التوقف عن مطاردة الهدف الأساسي فحسب، ما يفسر تخلي أغلب الناس عن علاقاتهم الفاشلة عند مقابلة شخص جديد يمكن أن يكون مناسب لبدء علاقة جديدة .
2- تكلفة التجربة : وهي عادة ما تشير الى حجم المال والجهد والتعب الذي أدخرناه وأستثمرناه من أجل تحقيق هذا الهدف الذي نريد التخلي عنه وعادة ما تكون هذه التكلفة العائق الأساسي أمام تخلي الفرد عن أهدافه عديمة الفائدة . ومن أجل تجنب تلك الخسارة الكبيرة يجب على الفرد أختيار التوقيت المناسب للأنسحاب قبل تكبد تلك الخسارة .
3- تكلفة الفرصة : يجب أن نتكلم هنا عن الفرص الثمينة التي نضيعها في سياق مطاردتنا لأهدافنا الأصلية يعد هذا عاملا مهما في تحديد ضرورة التخلي عن تلك الأهداف .
الاستسلام بشرف :
من العوائق الأساسية لعملية الأستسلام هو الحزن والأسى الذي يخلفه على نفسية الفرد ناهيك عن اﻷحراج الأجتماعي الذي يسببه وهنا يمكن للشخص اختيار الطريقة المناسبة لأخبار الناس بقراره الأمر الذي يساعد بتغيير نظرتهم اتجاه الموضوع حيث يمكن للبعض أن يشعر بالكآبة أو الألم وحتى بالسخرية من قرارك وهنا يمكن للشخص اتباع أربع قواعد تساعده في أيصال قراره لمثل هؤلاء :
1- أجعل قرارك واضحا : حيث يجب أن تشرح للآخرين أنك قمت بالتفكير عميقا واتخذت قرار واضحا بالتخلي عن هذا الهدف الذي أصبح عديم الفائدة بالنسبة لك الأمر الذي يسهم بأقناع الناس بقرارك وتخفيف وطأة الأمر عليهم .
2- حدد خطواتك القادمة : عادة ما يهتم الناس المحيطين بك بالمستقبل وما قد تجلبه الحياة من مشاكل وصعوبات لذلك عند التخلي عن أهدافك يجب عليك أن تقنع الناس أنك سوف تقوم برسم مخطط واضح لخطواتك القادمة حتى إذا كنت غير متأكد من خطواتك القادمة ما يجعلهم يتقبلون قرارك بشكل سلس أكثر .
3- كن صادقا : عادة ما نقلق بسبب الأحراج الكبير الذي قد يسببه التخلي عن أمر ما علانية ، من الصعب جدا على سبيل المثال أن يقول أحدهم أن مطعمه قد فشل وهو بحاجة أن يغلقه حيث لا يوجد طريقة أخرى لقول أو تفسير ذلك الفشل لكن الأمر المثير للسخرية أن هذا الاعتراف الصادق يزيد من احترام الناس لقرارك واعترافك بالفشل .
4- تقبل الأراء بصدر رحب : من الصعب في بعض الأحيان صياغة قرارات يوافق عليها أو يدعمها الجميع ما يعني وجوب تقبل النقد من الأخرين بصدر رحب وهدوء .
أيهما أفضل : الاستسلام أو أن تكون فاشل ؟
يرجع معظم الناس فشلهم في أمر ما الى كونه إنسان فاشل فيما يعتبر البعض الأخر هذه الفكرة مفهوما خاطئا وهي غالبا ما تكون السبب الحقيقي وراء اليأس والأحباط الذي يمنى به الكثيرون والخوف الذي يمتلكهم من خوض تحدي جديد. فالفشل في شئ ما لا يعني فشلك بالمطلق، ومن المهم دائما طلب المشورة والنصيحة التي قد تكون مهمة جدا في أتخاذ القرار السليم بالأنسحاب أو أختيار أهداف جديدة .
المصدر: هنا
مصدر الصورة: هنا...