ما دور الصيدليات خلال فترة الكوارث؟

شغل الزلزالُ المدمّر الذي ضرب كلًّا من سورية وتركيا وسائلَ الإعلام والتواصل الاجتماعي وسط قلقٍ متعاظم من أي قصورٍ في الناحية الطبية والدوائية، ومثل غيره من الكوارث الطبيعية؛ يستدعي حدوث الزلازل وضعَ خطة عمل طارئة تتطلب استنفار الكوادر الطبية لتلبية حاجات المصابين.

ويعدُّ صيادلة المشافي وصيادلة المجتمع جزءًا لا يتجزأ من المنظومة الطبية القادرة على الاستجابة السريعة للكوارث.

فما هو دور الصيدليات في مثل هذه الحالات؟ 

نبدأ بدور صيدليات المشافي؛ إذ تبتدئ الخطة أولًا بعملية التحضير (Preparation)؛ وتتضمن تحديد قائمة بأسماء الصيادلة القادرين على تقديم الخدمات الطبية، إضافة إلى توفير الأدوية الإسعافية الكافية واللازمة للاستجابة الطارئة. وتُفرَز الأدوية وتُرتَّب على نحو يضمن الوصول السريع إليها مع ضمان تخزينها في مكان آمن (1).

ومن الضروري الاتفاق على طرائق للتواصل بين الكوادر، والحصول على نسخ ورقية من أرقام المعامل الدوائية والمستودعات والجهات  الموزّعة للأدوية للاتصال بهم في حال انقطاع الكهرباء أو نفاذ الأدوية، وكذلك تأكيد أهمية حماية الكادر الطبي من أية إصابة قد يتعرضون لها في عملهم؛ وذلك بارتداء الألبسة والمعدات الواقية. 

أما المرحلة التالية فتُدعى بمرحلة الاستجابة (Response)؛ وفيها يكون التركيز على حفظ وتوثيق وسريّة السجلات الطبية المحتوية على معلومات المرضى والأدوية الموصوفة خلال فترة الاستجابة الطارئة. 

وفي مرحلة التعافي (Recovery)؛ تُحلل المعطيات وتُحدد أفضل الإجراءات التي اتُّخذت خلال فترة الاستجابة لاعتمادها لاحقًا في حال حدوث أزمات مشابهة (1). 

أما فيما يخص صيدليات المجتمع، فتؤدي دورًا أساسيًّا في الاستجابة الطارئة التي تمر بمراحل -استجابة صيدليات المشافي- نفسها (1).

وتبدأ مرحلة التحضير بتحديد قوائم الأسماء أيضًا، بالاعتماد على القدرة الاستيعابية للصيدلية وخبرة الصيادلة العاملين بها، فضلًا عن التأكد من وجود مخزون دوائي كافي للأربع وعشرين ساعة الأولى من الاستجابة (1). 

ويكمن الدور الأساسي لصيدليات المجتمع في التشبيك مع الشركات الدوائية والمستودعات للبحث في إمكانية تقديم التبرعات الدوائية اللازمة، كذلك يُدرَّب الكادر على الإسعافات الأولية والتأكد من معرفة كل شخص لمهامه ضمن الخطة الموضوعة للطوارئ، ويُعمَل خلال فترة الاستجابة على فرز الأدوية والإشراف على إعطائها وتركيبها عند الحاجة من قبل الصيادلة المختصين (1). 

ومن الجدير بالذكر أنه من المحتمل أن يُنقَل مكان عمل الصيدلية إلى مراكز الإيواء مدةً قصيرة حسب الحاجة مع تأكيد التقيد بارتداء المعدات الواقية دائمًا لحماية الطاقم الطبي (1). 

ونسلّط الضوء فيما يأتي على العديد من الترتيبات والمهام الواجب معرفتها: 

- يجب تسجيل الأدوية المتوقَّع نفاذها، والعمل على تأمينها بسرعة.

- يمكن الاستعانة بمتطوعين من كليات الصيدلة للمساعدة في حالات الطوارئ.

- في حال عدم توفر الأدوية؛ يكون دور الصيدلاني تقديم الدعم والمعلومات اللازمة للمرضى

- يجب تسجيل معلومات المرضى المعالجين مع الاحتفاظ بسرية السجلات.

- من المهم الانتباه لتواريخ صلاحية الأدوية قبل تقديمها وكذلك التداخلات التي قد تحدث عند المرضى.

- من المهم توخي الحذر وتجنب التعرض لحالات النهب والسرقة التي تكثر في حالات الطوارئ؛ بسبب ازدياد القلق والتوتر لدى الناس والتي قد تعرض حياة الكادر للخطر (1). 

ما هي أهم الأدوية التي يجب توفيرها للاستجابة في حالات الطوارئ؟

- مسكنات الألم: باراسيتامول، ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، ومسكنات الألم المركزية.

- مضادات الحساسية: ديفينهيدرامين، وكلورفينيرامين، وديكساميتازون.

- مضادات الديدان: ألبيندازول.

- المضادات الحيوية: أموكسيسيللين، وكلوكساسيللين، وتريميتوبريم+سلفاميتاكسازول، وتيتراسيكلين (مرهم عيني).

- مضادات الفطور: كيتوكونازول، وكريم ميكونازول.

- المطهرات: كلورهيكسيدين، وبوفيدون يودي.

- الموسعات القصبية: سالبوتامول، وتيوفيللين.

- الأدوية الهضمية: ساليسلات البزموت، ولوبيراميد، وكربونات الكالسيوم، وهيدروكسيد المغنيزيوم والألمنيوم (2،3).

المصادر:

1.Kusynová Z. Responding to Disasters Guildline For Pharmacy [Internet]. The Hague: International Pharmaceutical Federations;2016 [cited 15 February 2023]. 48p. Available from: هنا

2. The Interagency Emergency Health Kit 2017: medicines and medical devices for 10 000 people for approximately three months [Internet]. Geneva: World Health Organization;2019 [cited 15 February 2023]. 42p. Available from: هنا

3.Hogue MD، Hogue HB، Lander RD، Avent K، Fleenor M. The nontraditional role of pharmacists after Hurricane Katrina: Process description and lessons learned، Public Health Reports [Internet]. 2009 [Cited 15 February 2023];124(2):217–223. PMID: 19320363; PMCID: PMC2646478. Available from: هنا