الأرق بعد الزلازل

تؤدي الكوارث كالزلازل إلى مستويات عالية من التوتر بين السكان؛ بسبب تهديدها للحياة والأمن، وهو ما يؤثر في نوعية نوم الأفراد؛ إذ أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأفراد بعد الزلازل تعاني الأرق (1) الذي يتسم بعدم القدرة على النوم، أو قلة عدد ساعات النوم الكلية (2).

قد يعود ذلك إلى عدة أسباب؛ كفقدان الشخص أفراد أسرته أو الإصابة الجسدية أو دمار المنزل وخسارة الوظائف، ويعاني الناجون في هذه الظروف الخوفَ والحزن والقلق والشعور بالذنب، الذي يزيد الأرق واضطرابات النوم الأخرى؛ خاصةً عند عدم القدرة على السيطرة على هذه المشاعر (1).

ويمتد الأرق ليصيب الأشخاص في المناطق البعيدة عن مركز الزلزال؛ بسبب الضغط النفسي الناجم عن المعلومات التي تبثها وسائل الإعلام (3).

لذلك كان لا بدّ من البحث عن وسائل للسيطرة على الأرق؛ إذ يمكن اللجوء إلى الأدوية وتجربة التقنيات السلوكية لتحسين النوم، ويشمل ذلك الآتي:

1. علاجات الاسترخاء لتقليل الاستثارة الجسدية أو المعرفية؛ كاسترخاء العضلات التدريجي، وتقنيات التوقف عن التفكير، والتأمل، والتنفس البطني، وتتطلب التقنيات جميعها ممارسةً منتظمةً عدةَ أسابيع للحصول على الفائدة.
2. إقناع المريض بالانخراط في سلوكه الأكثر رعبًا؛ أي البقاء مستيقظًا؛ إذ إن القلق من عدم النوم يمنع بدء النوم، لذلك إذا توقف المريض عن محاولة بدء النوم، وحاول البقاء مستيقظًا، فسوف يقل القلق وقد يحدث النوم بسهولة أكبر.
3. تقييد الوقت الذي يقضيه الشخص في السرير تقييدًا يتطابق مع مقدار النوم الفعلي للشخص، وزيادة ذلك الوقت تدريجيًّا للوصول إلى مدة مثالية للنوم؛ أي في حال نوم الشخص خمسَ ساعات من أصل ثماني ساعات يقضيها في السرير، فإن المدة المسموحة له للبقاء في السرير هي خمس ساعات في البداية ثم تزداد هذه المدة. 
4.  الحدّ من الأنشطة غير المتوافقة مع النوم؛ أي الذهاب إلى الفراش -فقط- عند الشعور بالنعاس، ومغادرته إلى غرفة أخرى عند عدم القدرة على النوم، والحفاظ على وقت استيقاظ ثابت بصرف النظر عن مدة النوم في الليلة السابقة، وتجنب القيلولة في أثناء النهار (2).

المصادر: