الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
ما لا تَعرفهُ عن حساسية الفول السّوداني (الفستق)عوامل تزيد فرصة الإصابة بحساسية الفول السوداني:
(حساسية الفول السوداني/ الفستق - Peanut allergy) هي واحدة من أكثر الأسباب شيوعًا لنوبات الحساسية الغذائية الشديدة. بالنسبة إلى بعض الأشخاص المصابين بها، قد يؤدّي تناول أقل الكميات من الفول السوداني إلى حدوثِ ردّ فعلٍ خطيرٍ يُمكن أن يُهدّد الحياة (التَّأَق أو ما يسمى الحساسية المفرطة Anaphylaxis) (1). تَظهرُ الحساسية على نحوٍ أكثر شيوعًا خلال سنوات الرّضاعة ومرحلة ما قبل المدرسة، وعادةً تبدأ عندَ إعطاءِ الطّفلِ مصدرًا غذائيًّا يحتوي الفول السوداني (وخصوصًا الزبدة) (2)، وتستمر تلك الحساسية مدى الحياة، ومعظمُ الناس يعانون منها طوال حياتهم (3).
الأعراض:
تَحدُث الاستجابة التحسُّسية عادةً بعدَ أكلِ الفول السوداني ببضع دقائق. وقد تشمل المؤشرات والأعراض ما يأتي:
- ردّ فعل تحسّسي على الجلد مثل الطفح أو الاحمرار أو التورُّم.
- حَكّة أو وخز في الفم والحلق أو حولهما.
- مشكلات الهضم مثل الإسهال أو تقلصات المعدة أو الغثيان أو القيء.
- ضيق في الحلق.
- ضيق التنفس أو الصّفير.
- سيلان الأنف (1).
كيف يصبح الأطفال حساسين للفول السوداني؟
تحدث الحساسية نتيجةَ خللٍ في الجهاز المناعي الذي يَعدّ بروتين الفول السوداني جسم ضار وغريب، فيطلق المواد الكيميائية المُسببة للأعراض إلى مجرى الدم. وإضافةً إلى التناول الفموي المباشر، هناك بعض المُسببات غير المباشرة الأخرى مثل:
- المُلامسة المباشرة: على الرّغم من أنّ تناول الفول السوداني أو الأطعمة التي تحتوي عليه يُعدّ سببّا شائعًا كثيرًا؛ غيرَ أنّه أحيانًا يُمكن أن يؤدي التلامس المباشر للبشرة مع الفول السوداني إلى حدوث ردّ فعلٍ تحسسيّ.
- المُلامسة العابرة: وهي احتواء منتج ما على الفول السوداني.
- الاستنشاق: قد يَحدث تَفاعل تحسُّسي غالبًا ما يكون ناتج عن مصدر مثل طحين الفول السوداني، أو رذاذ طهي زيت الفول السوداني.
- من خلال حليب الأم: بالنسبة إلى الأمهات المُرضعات اللّواتي يَستهلكنَ الفول السوداني بانتظام، إذ يُمكن العثور على كميات من بروتين الفول السوداني في حليب الثدي (1,2).
هل يمكن أن يُسبّب زيت الفول السوداني المُكرّر ردَّ فعلٍ تحسسي؟
هناك دراسات سريرية تقول أنّ الأشخاص الذين يعانونَ حساسيةَ الفولِ السّودانيّ يُمكنهم تحمل زيوت الفول السوداني المُكرّرة بأمان، وذلك لأن عملية التّكرير تُزيلُ كلَّ البروتين. ومع ذلك، قد تحتوي الزيوت قليلة التكرير _(مثل الزيوت المعصورة على البارد)_ ما يكفي من البروتين لإحداث التحسس، لذا يجب تجنُّبها (2).
عوامل تزيد فرصة الإصابة بحساسية الفول السوداني:
- العمر: تكون حساسية الطعام أكثر شيوعًا لدى الأطفال، وخاصةً الرُّضع وحديثيّ المشي. مع تقدُّمك في العمر، يتطور جهازك الهضمي، وتَقلّ احتمالية تَفاعُل جسمك مع الأطعمة التي تسبب الحساسية.
- حساسية سابقة من الفول السوداني: يتخلص بعض الأطفال من حساسية الفول السوداني مع تقدمهم في العمر. ومع ذلك، فقد تتكرر الإصابة بها.
- حالات الحساسية الأخرى: إذا كنت مُصابًا بحالة من الحساسية تجاه أحدِ الأطعمة، فقد تكون أكثر عِرضة لخطر الإصابة بالحساسية تجاه طعام آخر.
- أفرادُ العائلة المصابين بالحساسية: تزداد احتمالية الإصابة بحساسية الفول السوداني لديك إذا كانت تنتشر في عائلتك أنواع أخرى من الحساسية، وخاصةً الأنواع الأخرى من حساسية الطعام (1).
كيف يُمكن الوقاية من تلك الحساسية؟
وفقًا للدّراسات الحديثة، هناك أدلّة قويّة تُؤكد أنّ البدء بإدخال الفول السوداني في النظام الغذائي للأطفال المُعرضين للخطر في عمر 4 إلى 6 أشهر قد يقللُ خطرَ الإصابةِ بحساسية الطعام بنسبة تصل إلى 80%. ويشمل الأطفال الذين يعانون الأكزيما الخفيفة إلى الشديدة أو حساسية البيض أو كليهما، ولكن يجب أن يحدث هذا التدخل الغذائي بإشراف مختص (1).
ومن العوامل الرئيسة للحدّ من التفاعلات التحسُّسية معرفة كيفية تجنُّب الأطعمة التي تتسبّب في الأعراض، فالفول السوداني من المكونات المُستخدمة في كثير من الأطعمة ومنها: المكسرات المطحونة والمخبوزات مثل الكعك والمعجنات والآيس كريم والحلويات المثلجة والخبز المصنوع من الحبوب (4).
وماذا عن العلاج؟!
هناك طرائق مختلفة للعلاج بما في ذلك (العلاج المناعي الفموي - Oral immunotherapy) المعروف أيضًا باسم (علاج نزع التحسس - Desensitization)، الذي يعتمد على إعطاء -الأطفال المصابين بحساسية الفول السوداني أو أولئك المعرَّضين لخطر الإصابة بها- جرعات متزايدة من الأطعمة التي تحتوي على الفول السوداني مع مرور الوقت بهدف تقليل خطر التفاعلات الحادة وليس علاج حالة التحسس (4). قد يؤدي توفير مثل هذا العلاج -في وقت مبكر من الحياة، عندما لا يزال الجهاز المناعي في مرحلة النضج- إلى تعديل استجابة الطفل المناعية للفول السوداني استجابةً أكثرَ فعالية من الانتظار حتى وقت لاحق (3).
من أجل صحتك: لا تَفترض مُطلقًا أنّ الطعام لا يحتوي على الفول السوداني. اقرأ الملصقات الموجودة على الأطعمة المصنعة دومًا لتتأكد من أنّها لا تحتوي عليه أو أيّ من مُنتجاته.
المصادر: