علم النفس > ألـــبــــومـــات
كيف نتعامل مع اضطراب مابعد الصدمة (PTSD)
عندما تعاني آثارًا نفسيةً سلبية فترةً طويلة بعد مواجهتك لموقف مأساوي أو كارثة طبيعية كزلزال 06 فبراير 2023، فمن المحتمل أنك تواجه اضطرابَ ما بعد الصدمة (PTSD).
لنتعرف أكثر في الألبوم الآتي إلى هذا الاضطراب، ومتى نستطيع تشخيصَه بدقةٍ مع الطرائق الأمثل لعلاجه ومواجهته..
اضطراب ما بعد الصدمة هو اضطرابٌ نفسيّ قد يحدث لأشخاصٍ عانوا شخصيًّا أو شهدوا حدثًا مأساويًّا؛ مثل كارثة طبيعيّة، أو حادث سيرٍ خطير، أو عملٍ إرهابي، أو حربٍ أو اغتصاب وغيرها من أعمال العنف التي من الممكن أن يتعرض لها الإنسان.
ما هي الأعراض المميزة لهذا الاضطراب؟
- الذكريات الداخلية؛ كأن يُعاد من جديد على شكل (flashbacks)، أو مشاهدة أحلامٍ مزعجة عن الحادث نفسه.
- التجنب: بالابتعاد عن الأماكن والنشاطات والأشخاص المرتبطين بالمأساة، مع محاولة تجنب الحديث عنها أو التفكير بها.
- الأفكار والمشاعر السلبية تجاه الذات أو حتى العالم بأسره مع فقدان الأمل بالمستقبل والمتعة بأيِّ نشاطٍ كان يجلب له السعادةَ من قبل.
- الانفعالات الجسدية والنفسية كالتهيُّج أو الخوف بسهولة.
- قد تحدث مشكلات في الذاكرة والتركيز أو إحساس بالخدر العاطفيّ أو ميل إلى الابتعاد والانفصال عن العائلة والأصدقاء.
- قد تحدث اضطراباتٌ في النوم أو اعتماد تصرفاتٍ خطرة؛ كالقيادة بسرعاتٍ عالية أو شرب كمياتٍ كبيرة من الكحول، مع تأنيبٍ للذات وشعور بالعار.
من الجدير بالذكر أنّ:
- الأعراض الوصفية المذكورة ليست ثابتة بل تختلف بمرور الوقت ومن شخصٍ إلى آخر، وقد تزداد حين يتعرض الشخص للتوتر أو يحدث معه موقف يرتبط بالحادث.
- لا يُشخَّص اضطراب ما بعد الصدمة إلا بمضيِّ شهرٍ على الأقل من المأساة مع عدم زوال الأعراض؛ إذ إن معظم الأشخاص الذين تعرضوا لمواقف سيئة يمرون بعدها بأعراض مشابهة لما ذُكر، ولكن في حال استمرار وجودها بعد شهر نستطيع القول أننا أمام اضطراب ما بعد الصدمة.
- هل يفيد اللجوء إلى المختص النفسي بعد حدوث الحادث فورًا؟
قد تساعد بعض أساليب العلاج النفسي في توجيه المراحل الأولية من الحادث كالاستجواب النفسيّ عقب المأساة؛ غير أنَّ ذلك يفيد فقط في منع تطور آثار نفسية سلبية ناتجة عن الحادث، ولكن تشير الأدلة إلى أنها لا تمنع حدوث الاضطرابات النفسية.
ما العلاجات المتاحة بعد تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة من قبل المختص؟
1. العلاج المعرفي الكلاميّ: يساعد على تحديد أنماط التفكير التي تُبقي الشخص عالقًا؛ كالأفكار عن إمكانية تكرر التجربة المؤلمة مستقبلًا،عادةً ما يُشارك مع المعالجة بالتعرض.
2. العلاج بالتعرُّض: وهو علاجٌ سلوكيٌّ يساعد على مواجهة المواقف والذكريات التي يهرب منها الشخص حتى يصبح قادرًا على التعامل معها على نحو أفضل، ويعدُّ هذا العلاج مفيدًا لمواجهة الكوابيس والـ (flashbacks) التي يعانيها المريض.
3. إزالة الحساسية وإعادة المعالجة من خلال حركة العينين: وتتضمن العلاجَ بالتعرض مع سلسلةٍ من حركات العينين الموجهة التي تساعد على التعامل مع الذكريات المؤلمة وردِّ الفعل نحوها.
أمّا العلاج الدوائي المُستخدم فيتضمن:
1. مضادات الاكتئاب: التي تساعد على الحدِّ من أعراض الاكتئاب والقلق، وتفيد في مشكلات النوم والتركيز أيضًا، وتُستعمل تحت إشراف الطبيب.
2. مضادات القلق: يمكن لهذا النوع من الأدوية أن يسبب الإدمان؛ لذا تُستخدَم فتراتٍ قصيرة فقط، وتحت وصفة الطبيب وإشرافه حصرًا.
للمزيد من الاطلاع، بإمكانكم قراءة مقالنا كاملاً
المصادر:
2- Post-traumatic stress disorder (PTSD) [Internet]. Mayo Clinic. Mayo Foundation for Medical Education and Research; 2022 [cited 2023Feb11]. Available from: هنا
3- Iribarren J, Prolo P, Neagos N, Chiappelli F. Post-traumatic stress disorder: Evidence-based research for the Third Millennium [Internet]. Evidence-based complementary and alternative medicine. 2005 [cited 2023Feb11]; 4(2): 508- 512. Available from: هنا