الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
هل أنت مستعد لتقبل فكرة أن هناك حشرات في طعامك؟!
اعتُمدت بعض أنواع الحشرات على أنها بديل غذائي؛ بسبب فوائدها الصحية المحتملة واستدامتها؛ إذ إنها قد تساعد على معالجة حالات نقص الإمدادات الغذائية، لذا أُعطيت الأولوية للجهود المبذولة في تطوير مصادر بديلة ومستدامة للبروتين، التي يمكن أن تساعد على تخفيف مشكلات نقص الغذاء العالمي (1).
الخصائص الغذائية لـ(الحشرات الصالحة للأكل - Edible insects):
تنتمي معظم الحشرات الصالحة للأكل إلى إحدى مجموعات الحشرات هذه: كاليرقات والفراشات والعث والدبابير والخنافس والصراصير والجنادب والنحل والنمل. من أهم الخصائص:
- تعد مصدرًا للبروتين: تحتوي على نسبة كبيرة من البروتين؛ إذ تتراوح نسبة المادة الجافة من 20 إلى 76% حسب نوع الحشرة ومرحلة تطورها. وتحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية جميعها التي يحتاجها جسم الإنسان، مثلًا يحتوي 100 جرام من الصراصير نسبة ما يقرب 12.9 جرامًا من البروتين و5.5 جرامًا من الدهون، وكميات كبيرة من الفيتامينات والمعادن؛ كفيتامينات B والحديد والزنك، مما يجعلها بديلًا ممتازًا لمصادر البروتين التقليدية كاللحوم والدواجن والأسماك (2,3).
- مصدرًا للمعادن والفيتامينات: تحتوي على نسبة عالية من المعادن كالنحاس والسيلينيوم والحديد والزنك والكالسيوم، إضافة إلى الفيتامينات كالبيوتين والريبوفلافين وحمض البانتوثنيك وحمض الفوليك (2,3).
- مصدرًا للدهون: الدهون الصحية مهمة للجسم ليؤدي دوره تأديةً صحيحةً؛ إذ تحتوي الحشرات كالصراصير والديدان على أحماض أوميغا 3 وأوميغا 6 الدهنية الضرورية لصحة الدماغ وتقليل الالتهابات في الجسم (2,3).
- مصدرًا جيدًا للألياف الغذائية: وهو أمر مهم للحفاظ على عملية الهضم، وتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة؛ كأمراض القلب والسكري من النوع 2 وأنواع معينة من السرطان (2,3).
المركبات النشطة بيولوجيًا:
تحتوي الحشرات أيضًا على كميات كبيرة من المركبات النشطة بيولوجيًا، التي قد يكون لها دور رئيس في أنشطة حيوية معينة ومنها:
- الببتيدات: استُحصل على عديد من الببتيدات النشطة بيولوجيًا من بعض أنواع الحشرات الصالحة للأكل؛ كالببتيدات التي حُرّرت إنزيميًّا من بروتينات الحشرات، والببتيدات الداخلية التي تتكون طبيعيًّا فيها؛ إذ أظهرت تلك الببتيدات أنشطة متنوعة مضادة للأكسدة والليباز والسمنة وأنشطة حماية الكبد، ما يشير إلى مساهمتها المحتملة في حل مشكلات الإنسان الصحية المتعلقة بالالتهابات وتلف الجذور الحرة، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم وتلف الكبد (4).
- البوليفينول: مجموعة متنوعة من المواد الكيميائية النباتية ذات الخصائص المضادة للأكسدة والالتهابات. بيّنت بعض الدراسات أن البوليفينول من الحشرات -الذي تحصل عليه عن طريق تناولها للنباتات- التي قد تؤدي دورًا مضادًا للأكسدة والالتهابات والسرطان و.. (5).
- الكيتين: له تأثيرات مضادة للميكروبات والفطريات، ويعزز نمو بكتيريا الأمعاء المفيدة، الذي قد يساعد على تحسين صحة الجهاز الهضمي، وتقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض التي تصيبه، وله تأثيرات مضادة للالتهابات، مما يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان (6).
ومن المركبات الأخرى النشطة بيولوجيًّا: الكاروتينات والأحماض الدهنية والأحماض الأمينية الأساسية (5).
مصدرًا مستدامًا للغذاء:
قد تكون الحشرات أيضًا مصدرًا مستدامًا للغذاء؛ نظرًا إلى تأثيرها البيئي المنخفض واستخدامها الفعال للموارد؛ إذ تتطلب الحشرات قدرًا أقل من المياه والأراضي والأعلاف مقارنة بالماشية التقليدية، وتنتج انبعاثات أقل من غازات الاحتباس الحراري، ويمكن تربية الحشرات باستخدام مجاري النفايات العضوية، التي قد تساعد على تقليل النفايات (7).
إضافة إلى ذلك، فإن سلامة واستدامة الحشرات الصالحة للأكل تعتمد على عدة عوامل مختلفة؛ كالنوع ودورة الحياة، ووجود طريقة تقليدية لجعل استخدام الحشرة آمنًا، وظروف الزراعة المستدامة والتجهيز والنقل والتخزين وتوعية المستهلك وقبول هذه المنتجات.
على الرغم من ذلك، إلا أن هناك مخاوف متزايدة بشأن السلامة والاستدامة بين الباحثين المعاصرين والمستهلكين؛ خصوصًا أولئك الذين ليس لديهم خلفية عن سلامة الحشرات، لذلك من الضروري إجراء مزيد من البحث والتعليم لتعزيز استخدام الحشرات الصالحة للأكل بصفتها مصدرًا غذائيًّا آمنًا ومستدام (8).
على الرغم من أن الحشرات ليست متوفرة على نطاق واسع حتى الآن في معظم البلدان الغربية، إلا أنها تكتسب شعبيةً، ويمكن العثور عليها في متاجر الأطعمة الاختصاصية، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث؛ لفهم الفوائد الصحية لاستهلاك الحشرات الصالحة للأكل تمامًا، لكن الأدلة حتى الآن تشير إلى أنها قد تكون إضافةً قيمة لنظام غذائي متوازن وصحي.
المصادر: