هل يسبب الاكتئاب وأدويته عجزاً جنسياً؟

يُعدُّ الجنس الصحي جزءاً أساسياً في العديد من العلاقات الإنسانية، فإنه يعزز نوعية الحياة ويوفر إحساساً بالرفاهية الجسدية والنفسية والاجتماعية. وعليه؛ أجريت العديد من الدراسات الوبائية والسريرية التي أظهرت أن 70% من المرضى (غير المعالجين) الذين يعانون الاكتئاب ارتبط حدوث المرض لديهم بضعف الوظيفة الجنسية والرضا الجنسي (1,2).

كانت معظم المشكلات التي أُبلِغَ عنها تتعلق بانخفاض الرغبة الجنسية عند المريض، وصعوبة الوصول إلى الإثارة الجنسية، وذلك بسبب جفاف المهبل لدى النساء وضعف الانتصاب عند الرجال، وغياب النشوة الجنسية أو تأخرها.

ومن ناحية أخرى، تؤدي الأدوية المضادة للاكتئاب المستخدمة لعلاج المرض إلى تفاقم الخلل الوظيفي الجنسي الموجود مسبقًا، أو إحداث خلل جنسي غير موجود في التشخيص (2,3). إذ يُعد العجز الجنسي واحداً من الآثار الجانبية غير المرغوب بها للعلاج باستخدام معظم مضادات الاكتئاب وهو أحد الأسباب السائدة للتوقف المبكر عن تناول الدواء وعدم الامتثال للعلاج. وتُعدُّ مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية هي أكثر مضادات الاكتئاب التي توصف على نطاق واسع ولها آثار كبيرة في الإثارة والنشوة الجنسية مقارنة بمضادات الاكتئاب التي تستهدف أنظمة النورابينفرين والدوبامين والميلاتونين. 

لكن الوعي المتزايد بالآثار الضارة للعديد من مضادات الاكتئاب في الوظيفة الجنسية أدى إلى محاولات لحلِّ الخلل الوظيفي من خلال مناهج العلاج المساعد أو البديل. انطلاقاً من ذلك، وُضِعت استراتيجيات علاجية لإدارة هذه التأثيرات، تشمل التحول إلى مضادات الاكتئاب مع الحد الأدنى من الآثار الجانبية الجنسية، وإضافة الهرمونات و/أو الترياق، وخفض جرعة الدواء (2,3).

ومع كل ذلك التقدم، نحتاج لمزيد من الدراسات عن تأثيرات مضادات الاكتئاب على الوظيفة الجنسية، من خلال توفير مضادات اكتئابٍ لا تسبب أو تؤدي إلى تفاقم الخلل الوظيفي الجنسي (1-3).

المصادر: