اكتشافٌ جديد قد يغيّر نظرتنا لبعض الأمراض العصبية!

يُحاط الجهاز العصبي المركزي بطبقات السحايا التي قُسمَت سابقًا بدءًا من الخارج إلى الأم الجافية،  والأم العنكبوتية، والأم الحنون (1)، وأُعلِن في بداية هذا العام عن اكتشاف طبقة جديدة رابعة تُقسم الحيز تحت العنكبوتي -وهو المسافة بين الأم الحنون والأم العنكبوتية- في دماغ الفئران والإنسان البالغ إلى حيزين مفصولين عن بعضهما. 

دُعيت هذه الطبقة اختصارًا بـ (SLYM) وهو يشير إلى (Subarachnoidal Lymphatic-like Membrane)؛ أي الغشاء شبيه اللمفاوي تحت العنكبوتي، وهو يتشابه ظاهريًّا ومناعيًّا مع الغشاء المتوسطي المحيط بالأعضاء المحيطية وأجواف الجسم ويغلف الأوعية الدموية، كذلك يشكّل ملجًأ للخلايا المناعية. 

إن الغشاء الجديد المكتشف رقيق جدًّا ويسمح للجزيئات الصغيرة جدًّا فقط بالعبور، ويُعتقد أيضًا أنه يفصل بين السائل الدماغي الشوكيّ النظيف والملوث؛ أي الحاوي مخلفات الجسم (2,3)، ومن ثم يُعتقد أن هذه الطبقة قد تؤدي دورًا في جهاز تصريف الفضلات ضمن الجهاز العصبي المركزي الذي يتطلب تبادلًا وتدفقًا مضبوطًا للسائل الدماغي الشوكي، سامحًا للسائل الدماغي الشوكي الجديد بالتدفق في أثناء إزالة البروتينات والسموم المرتبطة بمرض ألزهايمر وأمراض الجهاز العصبي المركزي الأخرى.

و قد يؤدي هذا الغشاء دورًا دفاعيًّا؛ إذ يحوي خلايا مناعية، كذلك يمنع الخلايا المناعية الخارجية من دخول الدماغ، ويمكن وصفه بنقطة مراقبة قريبة من سطح الدماغ يكون من خلالها مسح السائل الدماغي الشوكي بحثًا عن العدوى والالتهاب، وقد لاحظ الباحثون أن التراكيز الأكبر والأكثر تنوعًا من الخلايا المناعية تتجمع على الغشاء في أثناء الحالات الالتهابية والشيخوخة. 

وتشير هذه النتائج إلى أن أمراضًا متنوعة -مثل التصلب المتعدد ومرض ألزهايمر وغيرهما- قد تتحفز أو تتفاقم نتيجة حدوث خلل في وظيفة (SLYM). ويقترح الباحثون أيضًا أن وصول الأدوية والعلاجات الجينية إلى الدماغ قد يتأثر بـ (SLYM)؛ لذا يجب أخذ هذه النقطة في الحسبان مع تطوير أجيال جديدة من العلاجات البيولوجية (3).

المصادر: