الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض
الحساسيّة الغذائيّة عندَ الرضع
تُعدّ (الحساسية الغذائية - Food allergies) عندَ الرضع مصدر قلق صحّي مُتزايد لأنّ أجهزتَهم المناعيّة والهضميّة لا تزالُ في طَور النّمو، وتُصيب ما يقدّر بنحو طفل من كل 13 طفلًا دون سن 18 عامًا. يُمكن أن تكون الأعراض خفيفة مثل الشرى والتورم، وقد تُصبح أكثر حدّة مثل الحساسيّة المُفرطة (1).
وإليكم بعض الأمثلة عن الأطعمة المُسبّبة للحساسيّة الغذائية:
حليب البقر والبيض والفول السّوداني والجوز وفول الصويا والقمح والمحار (2).
إضافةً إلى مواد أُخرى، على سبيل المثال؛ من المعروف أنّ الأرز من الأطعمة المُسبّبة للحساسيّة -بنحوٍ مُنخفض نسبيًّا-. إنّ (الغلوبيولين - Globulin) في البراعم الجنينية للأرز لهُ حساسيّة قويّة، بينما (الألبومين - Albulin) المادة الرّئيسة المُسبّبة لحساسيّة الأرز (3).
عوامل الخطر المرتبطة بحساسيّة الطّعام:
قد يؤدّي تحديد عوامل الخطر الخاصة بحساسيّة الطّعام للوصول إلى طرائق الوقاية والعلاج، وتُقسم هذه العوامل إلى نوعين:
1.عوامل الخطر للحساسية القابلة للتّعديل وتَشمُل: العوامل الغذائيّة والبيئيّة والوراثيّة بما في ذلك الآليات اللاجينية مثل نقص فيتامين D والميكرو بيوم والعادات الغذائية للأم وعدم التّعرض المُبكر لمسبّبات الحساسيّة البيئيّة الخاصة.
2. عوامل الخطر للحساسية غير القابلة للتعديل: مثل الجنس أو الخلفية العرقيّة أو تاريخ العائلة (2).
أعراض الحساسيّة:
قد يكون من الصّعب تحديد الأعراض، إذ إنّها لا تظهر على نحوٍ واضح. إضافةً إلى ذلك، يُمكن أن يكون بعضها مشابهًا لحالات أُخرى مثل الأكزيما أو الارتجاع. ومع ذلك، إليكم بعض الأعراض الشّائعة:
1. طفح جلدي.
2. تورُّم في الوجه أو الشّفتين أو اللّسان.
3. القيء أو الإسهال.
4. السّعال أو الصّفير/الربو.
5. صعوبة في التّنفس (4).
إنّ أفضل طريقة لمنع الحساسية هي إدخال أطعمة جديدة ببطء وبمعدّل نوع واحد في كل مرّة، بدءًا بالأطعمة التي تُسبب احتمالًا أقلّ لردّ فعل تحسُّسي. ويجب أن نبدأ بذلك عندما يبلغ عمر الرضيع حوالي 4-6 أشهر، ويفضّل أن يكون هذا بإشراف مختصين (5).
وماذا عن العلاج؟!
لا يتوفّر علاج للحساسيّة الغذائيّة، لذا فإنّ إدارة الحساسيّة تُركّز على تجنُّب مسبباتها، وعلاج الأعراض عند حدوثها. في بعض الحالات قد يتغلّب الأطفال على الحساسيّة مع تقدُّمهم في العمر، ولكن هذا ليس هو الحال دائمًا (6).
ركّزت الأبحاث العلميّة الحديثة على فهم الآليات الكامنة وراءَ الحساسيّة الغذائيّة وتطوير علاجات جديدة. على سبيل المثال، نُظِر في دور ميكروبيوم الأمعاء في تطوّر الحساسيّة الغذائيّة، وكيفَ يُمكن أن تُساعد البروبيوتيك على الوقاية من الحساسية أو علاجها. على سبيل المثال أظهرت دراسة أنّ البروبيوتيك قد يؤدّي دورًا مساعدًا على اكتساب مبكر لحساسيّة بروتين حليب البقر لدى الأطفال في عمر 36 شهرًا (6). كذلك فقد ركّزت أبحاث أخرى على تطوير علاجات مناعيّة، مثل العلاج المناعي الفموي أو العلاج المناعي تحت اللسان، والتي تتضمّن تعريض الفرد تدريجيًّا لكميات صغيرة من مُسبّبات الحساسيّة لإزالة حساسية الجهاز المناعي (3).
إضافةً إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن النّظام الغذائي للأم في أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية قد يؤدّي دورًا في تطوّر الحساسيّة الغذائيّة عند الرضع. على سبيل المثال، إن تجنب الأطعمة المسببة للحساسية في أثناء الحمل والرضاعة الطبيعية قد يزيد خطر الإصابة بالحساسية عند الرضع. كذلك فإنّ تقديم الأطعمة المُسبّبة للحساسيّة عند الرضع في وقت مبكر من الحياة قد يساعد على منع الحساسيّة الغذائيّة (7).
المصادر