الجغرافيا البشرية والعلوم الإقليمية > الجغرافيا السياسية
الوجه الآخر للسفارات
لطالما أسَّست الدول علاقات تربطها مع الدول الأخرى، ووجود ممثِّلين من دولةٍ ما داخل دولٍ أخرى ليس بالأمر الجديد؛ فمنذ القرن الخامس عشر تمثَّّلت العلاقات الدبلوماسية بشخصٍ سُمّي "المرسال" وهو بمثابة الرسالة الحية، أو شخصٍ سُمِّي "المُفوَّض" الذي تمتَّع بصلاحيات واسعة، ولكن في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، نتيجة ازدياد النشاط السياسي في أوروبا، وُجِد أنَّ إرسال المفوَّضين بتكرار وبصورة مؤقَّتة أمرٌ مكلفٌ وغير عملي، لذلك كان الحل تعيين سفارات دائمة في هذه الدول (1).
ولكن ما الهدف من السفارات؟
إنَّ الحاجة إلى التواصل والتي تُعدُّ من أبرز أسباب إنشاء السفارات لم تعد ذات أهمية في وقتنا الحالي، وإجراء معاملات المواطنين فقط كالتأشيرات وغيرها لا يبرِّر التكاليف الكبيرة لإنشاء السفارات، فإلى جانب الهدف السياسي لوجود السفارة، يجد البعض أنََ هدفها الأهم في يومنا الحالي هو الترويج لصناعات البلدان، فعلى سبيل المثال وجدت دراسة تعود للعام 2007م أنَّ كلًّا من بلجيكا والبرازيل صدَّرت بضائع للولايات المتحدة الأمريكية بمقدار 17 مليار دولار لكلِّ منهما عام 2003م، على الرغم من أنَّ حجم اقتصاد بلجيكا يعادل ضعف حجم اقتصاد البرازيل، وترجع الدراسة السبب إلى عدد السفارات أو التمثيلات الدبلوماسية لكلا البلدين في أمريكا، ففي الوقت الذي وجِدت فيه سبع قنصليات وسفارة برازيلية؛ وجِدت فقط أربع قنصليات وسفارة بلجيكية في أمريكا (2).
وتشير إحدى الدراسات أيضًا إلى أنَّ أحد أهداف السفارات هو الترويج لصادرات الشركات الكبيرة والمتوسطة وخصوصًا إذا كان نشاط هذه الشركات سابقًا لبدء النشاط السياسي (3).
فهل تعرفون أدوارًا أخرى تؤديها السفارات؟
المصادر:
2- Rose AK. The Foreign Service and Foreign Trade: Embassies as Export Promotion. The World Economy [Internet]. 2007 [cited 2023 Apr 16];30:22–38. Available from: هنا
3- Ferguson S, Forslid R. Sizing up the impact of embassies on exports. The Scandinavian Journal of Economics [Internet]. 2019 [cited 2023 Apr 16];121:278–97. Available from: هنا